أطل علينا اليوم أمس سماحة السيد حسن نصر الله بخطاب بعنوان “رد حتمي جاد ومدروس” فالرد مؤكد وبلا نقاش وقادم رداً على اغتيال القائد فؤاد شكر والعدوان على الضاحية، وانضمَّ إلى هذا الوعيد توعُّد بالثأر من قبل السيد عبد الملك الحوثي، وتوعد بالرد على انتهاك حرمات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقصف العاصمة طهران واغتيال القائد الكبير “إسماعيل أبو العبد هنية” في اختراق علني وصارخ للأعراف الدولية والعسكرية كما عوَّدَنا هذا الكيان الغاصب ومن ورائه أمريكا، أما العراق فضربة للمقاومة الإسلامية العراقية وضربات لدمشق، فهل أعلنت أمريكا الحرب بطريقتها المعهودة بمحاولة إظهار أن لا ناقة لها ولا جمل ؟

محورنا المقاوم أثبت طيلة هذه الحرب الغاشمة على غزة الأبية، أن جبهة الإسناد متواصلة ولن يوقفها شيء إلا الاتفاق الذي توافق عليه “حماس”، ولذلك آلت كل محاولات الأمريكي والإسرائيلي في إرضاخ المقاومة لشروطهم إلى الفشل، وبعد انسحاب الأمريكي من المفاوضات على الانسحاب من العراق لحسابات المصلحة الكبرى، جاء الرد من المقاومة الإسلامية في العراق بأن استعدوا لما هو قادم.


فأعادت أمريكا حساباتها وغيرت أقوالها، ولحقتها بريطانيا بتقديم دعم كامل علني للدفاع عن الكيان الغاصب بعد عدوانه، “لفرض صورة الردع” الذي توقع نتنياهو أنها سترهب محورنا المقاوم، كما اعتقدت أمريكا أن العراق سيرضخ كذلك، وذلك تبعاً لحسابات عقلية المقامرة التي تقود قراراتهم السياسة والعسكرية.

اتخذت أمريكا القرار بهذا التصعيد على كل المحاور حتى تحمي بقاءها ليس في المنطقةِ فحسب، بل حتى في العالم، فانحسارُ طغيانِها في منطقة الشرق الأوسط هو بالضرورةِ سيخلقُ تداعياتٍ على أمريكا في العالم!. وما كانت لتتخذ هذا القرار الغبي إلا لوصولها لمرحلة الإحساس الحقيقي بأنها ستخرج خاسرة ذليلة إذا وافقت على الانسحاب من العراق، ولأن الانسحاب من العراق يتلوه قطعا انسحاب من سوريا، وهذا يقودنا الى عودة العرب الى ساحة الهيمنة بالتدريج، وصعود ثالوث القوى العالمية الجديد؛ إيران وروسيا والصين، مما يعني انكفاء القوة الأحادية الأمريكية في هذا العالم.

يبقى السؤال الأهم أين؟ متى؟ كيف؟

وهذا ما أشار إليه سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه واضعاً الاحتمالات التي بدأ العدو بحسابها، والمحاولة للتجهيز للتصدي لها، وإعلان حالة الاستنفار على عدة أصعدة خوفاً ويقيناً بأن الرد سيكون ثقيلا جداً على هذا الكيان الذي أمعن بإجرامه، ووصل حداً من الغطرسة ظناً منه أنه إله يتحكم بهذا العالم المتشظي البالي.

لا أحد يعلم كيف وأين ومتى سيكون هذا الرد، لكن كما عهدنا مقاومتنا الباسلة في كل المحور وعلى رأسهم إيران، فإن الرد آتٍ لا محالة، وسيكون بمشهديةٍ تفوق الرابع عشر من نيسان. وما على المشككين سوى الانتظار على شرفات منازلهم أو على جوالاتهم، ليشاهدوا قوة وبأس رجالنا الأبطال.

أحمد كمال الدين عويسات-القدس