على وقع عمليات المقاومة اللبنانية المستمرة والتي أوجعت العدو “الإسرائيلي” خلال اليومين الماضيين، هناك اتصالات مكثفة لوقف إطلاق النار بتشجيع أميركي، ويتم أحياناً تسريب توقعات متفائلة بشأن فرص التوصل إلى تسوية قريبا.
لا يبدو أن هناك حماسة لدى حزب الله الطرف الأهم في الاتفاق أو لدى الحكومة اللبنانية لتسوية تقضي بإبعاد جميع المقدرات العسكرية للحزب عن الحدود الفللسطينية اللبنانية، وتخوّل العدو “الإسرائيلي” بصلاحية فرض تنفيذ الاتفاق.
صحيفة هآرتس العبرية نشرت مقالا للكاتب عاموس هرئيل بعنوان “نتنياهو يبحث عن تسوية في لبنان لكنه متجه نحو استمرار الحرب في غزة” جاء فيه:
(( إذا ما قمنا بمقارنة تصريحات نتنياهو بشأن لبنان بتصريحاته بشأن غزة، فإن الفارق الكبير يتضح في النبرة؛ ففي غزة، يستمر نتنياهو في اتخاذ موقف متشدد، وأحياناً يعد بتحقيق “انتصار كامل”، على الرغم من أن بعض مؤيديه بدأوا يشككون في ذلك، أمّا في لبنان، فهو يلتزم الحذر، ويبدو أن نتنياهو يسعى لإنهاء القتال في الشمال، ومردّ الأمر أسباب عديدة: تقليل الضغط على قوات الاحتياط لتسهيل تمرير قوانين الإعفاء من الخدمة العسكرية تحت ضغط شركائه الحريديم، ثم السعي للحصول على صورة انتصار في الجبهة اللبنانية، وتلبية توقعات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.))
وإذا انطلقنا من كلام هآرس.. قد يؤدي إنهاء الحرب في الشمال وسحب قوات الاحتياط في جيش العدو من هناك إلى تمكين نتنياهو من مواصلة عدوانه على قطاع غزة من دون الحاجة إلى التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، خوفاً من أن يتسبب ذلك في انهيار حكومته تحت ضغط اليمين المتطرف، الذي يضغط من أجل إعادة “التواجد العسكري الإسرائيلي” الدائم في غزة، كتمهيد لإعادة المستوطنات هناك وتهجير الفلسطينيين.
الكاتب عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس يؤكد هنا
(( أن هذه الاعتبارات جميعها يمكن أن تتعارض مع حسابات ترامب، الذي يحلم على الرغم من دعمه الكبير لـ “إسرائيل”، بتحقيق “تطبيع سعودي إسرائيلي” يعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط، ويوفر مليارات الدولارات في مبيعات الأسلحة للصناعة الأميركية.))
لكنأزمة القوى البشرية في جيش العدو تهدد موقف نتنياهو أكثر من الحرب نفسها، وأكثر من تكاليفها المتزايدة، ولا سيما مع نية حكومة نتنياهو تمرير قوانين التجنيد، حيث كشف قسم القوى البشرية في جيش العدو “الإسرائيلي” عن أرقام صادمة بشأن التكلفة البشرية للحرب، حيث (( يحتاج “الجيش الإسرائيلي” إلى عشرة آلاف جندي إضافي لتعويض الخسائر البشرية التي تكبدها “الجيش” على مدار 13 شهراً من القتال، ونشر “الجيش الإسرائيلي” إحصاء مروعاً آخر يتعلق بعدد القادة الذين قُتلوا في الحرب، فنحو ربع القتلى البالغ عددهم 795 كانوا من الضباط، منهم 63 قائد سرية، هذا بالإضافة إلى العديد من الجرحى، وهذه الخسائر الهائلة تتطلب ترقية قادة أقل خبرة في المستويات الميدانية، “فالجيش الإسرائيلي” خسر جزءاً كبيراً من عموده الفقري القيادي الشاب.))
ولعل ذلك دفع اللواء احتياط في جيش العدو يتسحاق بريك إلى القول: ((️نتعرض يوميا لمئات الصواريخ من لبنان وهذه الحرب تدمرنا، ️ضربنا حزب الله بقوة لكننا ما زلنا بعيدين عن القضاء عليه، و️”الجيش” لم يهزم حماس وقواتنا غير مؤهلة للتقدم أكثر في جنوب لبنان، ️”الجيش” في حالة استنزاف والجنود باتوا يرفضون الخدمة العسكرية.))

נתניהו מחפש הסדר בלבנון, אבל פניו להמשך המלחמה בעזה
הסדר בצפון ושחרור כוחות המילואים שם יאפשרו לרה”מ להמשיך במלחמה בדרום, בלי עסקה, ולהקל מעט במחסור כוח האדם בצה”ל. אבל כל השיקולים האלה עוד עלולים להתנגש בשיקולי טראמפ
על רקע חילופי אש ממושכים בין ישראל לחיזבאללה, המתנהלים מדי יום לאורך רוב היממה, יש גם מגעים מואצים להפסקת אש בין הצדדים, בעידוד אמריקאי. מדי פעם מודלפת, מוושינגטון או מירושלים, תחזית אופטימית לסיכויים להגיע להסדר בקרוב. הדיווחים המגיעים מביירות לרוב סקפטיים יותר.
כל השיקולים הללו עלולים להתנגש עם חישוביו של טראמפ, שלמרות תמיכתו הרבה ב”ישראל”, חולם להגיע ל”נורמליזציה סעודית-ישראלית” שתעצב מחדש את פני המזרח התיכון ותספק מיליארדי דולרים במכירות נשק ל התעשייה האמריקאית.))
“צבא קוק לעשרת אלפים חיילים נוספים כדי לפצות על האבדות האנושיות שנגרמו ל”צבא” במהלך 13 חודשי לחימה, ו”צבא ישראל” פרסם נתון מחריד נוסף לגבי מספר המפקדים שנהרגו במלחמה כרבע מ-795 ההרוגים היו קצינים, כולל 63 מפקדי פלוגות, בנוסף לפצועים רבים, והאבידות המאסיביות הללו מחייבות קידום של מפקדים פחות מנוסים ברמות השטח, שכן “הצבא הישראלי” איבד חלק גדול ממנו. עמוד שדרה של מנהיגות צעירה.

יצחק בריק
((️אנחנו נחשפים מדי יום למאות טילים מלבנון והמלחמה הזו הורסת אותנו. ️פגענו חזק בחיזבאללה אבל אנחנו עדיין רחוקים מלחסל אותו. ️”הצבא” לא הביס את חמאס וכוחותינו לא כשירים להתקדם עוד בדרום לבנון ️ה”צבא” נמצא במצב של תשישות והחיילים הם עכשיו מסרבים לשירות צבאי.))
ترجمة و تعليق
بلال معروف-سورية