أفادت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، بأنّ سلطات الاحتلال الصهيوني جددت العزل الإنفرادي للقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيقة خالدة جرار.

وأوضحت المؤسسة أنّ سلطات الاحتلال جددت العزل الإنفرادي للأسيرة جرار لمدة شهر إضافي في “نفي تيرتسيا” بسجن الرملة، حيث كانت سلطات الاحتلال قد عزلت الأسيرة جرار في منتصف شهر أغسطس الماضي، لتدخل بذلك شهرها الثالث في العزل.

واعتقلت جرار في السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي من منزلها في رام الله وسط الضفة المحتلة، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري وصدر بحقها أمريّ اعتقال إداري، واحتجزتها قوات الاحتلال إلى جانب أسيرات أخريات في سجن “الدامون”، إلى أن نقلها إلى العزل مؤخراً في “نفي تيرتسيا”.

وتواجه جرار “وضعاً مأساوياً” في العزل في “نفي تيرتسيا”، بحسب ما نقلته عنها محاميتها، حيث قالت جرار لمحاميتها: “أنا أموت يومياً، فالزنزانة أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء، فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، تم إغلاقه لاحقا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى (بالأشناف) في باب الزنزانة تم إغلاقها، وهناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة”.

وأضافت جرار: “ما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية، ولم يكتفوا بعزلي في هذه الظروف، فقد تعمدوا قطع الماء في الزنزانة، وحتى عندما أطلب تعبئة (قنينة) الماء لأشرب، يحضروها بعد 4 ساعات على الأقل”.

وبالتوازي مع شنّه حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، صعّد الاحتلال اعتداءاته على الأسرى والأسيرات، فشكّل العزل الانفرادي إحدى السياسات التي اعتمدها في هذا الإطار، واستهدف عبرها القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار.

يُشار إلى أنّ جرار هي أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهي من أبرز الرموز السياسية والمجتمعية الفلسطينيّة، وقد شغلت عدّة مناصب في مؤسّسات المجتمع المدني، وانتخبت كنائب في المجلس التشريعي عام 2006، وشغلت فيه مسؤولة ملف الأسرى، وعلى مدار عمليات اعتقالها المتكررة واجهت إجراءات انتقامية بحقها، وكان أقساها حرمانها من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التي توفيت في اعتقالها السابق.