ليس هنالك في عرض وطول الأمتين العربية والاسلامية من هو في منأىً عن جرائم وأطماع و مؤامرات هذا الكيان الثعباني … العقل الصهيوني البارانويي يتعامل مع الآخر على أساس… إما أنه عدو تجب إزالته ، أو صديق ظرفيّ لا يمكن ضمان صداقته إلا بإضعافه وتمزيقه وتحويله إلى نتف ضعيفة متقاتلة متناقضة تسهل السيطرة عليه … فمن يضمن ، على سبيل المثال ، ان نستيقظ صبيحة ذات يوم ، فإذا بضابط شاب في مصر ، مثل جمال عبدالناصر ، قد أمسك بزمام السلطة ، ثم بدأ بالمناداة بالعروبة أو الإسلام ، وإزالة ” إسرائيل ” … لذلك فلنخلق لها مشكلة النهضة ، ولا يهم إن كنا في حالة حرب أو سلام معها … هذه القمة هي الفرصة الأخيرة قبل الانفجار العظيم … فإن أرادوها كبقية القمم السابقة ، فلينتظروا الزلازل والبراكين والأعاصير ، والعروش والكراسي تتطاير ذات اليمين وذات الشمال ، وأعناق تضرب ورؤوس يطاح بها ودماء تجري كالأنهار … كلمة السر تكمن في ما قاله سيادة الرئيس المقاوم بشار الأسد … إذا أردت السلام ، فإن عليك ان تستجمع كل ما تستطيع من القوة الماحقة غير المسبوقة للوصول الى ذلك السلام العادل … لقد قدمنا المبادرات والتقرب بنوايا حسنة ، ولم نتلقى سوى الدماء والتوحش والمزيد من الأطماع … آن لنا أن نتعلم الدرس … فهكذا عدو فاجر دمويّ طامع قاتل لا يتعامل معه بحسن النوايا … فالسلام لا يتقرّب منه إلا بقبضات فولاذية ، وأسنان مدبّبة حادة ، وقبل كل ذلك ، نفوس مستعدة تماماً للقتال والانتصار … كلمة السر الأخرى هي امتلاك المقدرة على الإيلام … والإيلام إن تطلّب الأمر ذلك … فهذا الإنسان التلمودي المنسلخ عن أي قيمة أخلاقية ، هو الأكثر جبناً والأكثر سمّيّةً .
سميح التايه