أكدت المقاومة في لبنان أنَّ لا علاقة إطلاقاً لـ”حزب الله” بحادثة مجدل شمس.
إنَّ المقاومة لم تستهدف في أيِّ مرة مدنيين إسرائيليين، فكيف هو الحال بالنسبة إلى أبناء هذه البلدة، كما أن ليس هناك مصلحة للمقاومة في ذلك.
إنَّ تل أبيب تدَّعي أنَّ القصف كان بصاروخ “فلق” ، في حين أنَّ مدى هذا الصاروخ 10 كيلومتر ، بينما المسافة بين الحدود اللبنانية ومجدل شمس أكثر من 10 كليومتر، كما أنَّ صاروخ “فلق” يحمل رأساً متفجراً بوزنِ 110 كليو غرام من المتفرجات، بينما الفيديوهات تظهر أنَّه انفجار بسيطٌ أصغر من الانفجار الذي يسببه هذا النوع من الصواريخ، فلو كان صاروخ فلق هو سبب الانفجار لشاهدنا مبانٍ كثيرة مدمرة في المكان ، و لَكانَ عدد الضحايا أكبر، وأيضاً كنا سنجد حفرةً كبيرةً جداً .
وبالتالي كل هذه الأمور تثبت أن الادّعاء الإسرائيلي كاذب.
بالإضافة إلى ذلك، هناك فيديو آخر صوَّرَه أحد المواطنين في مجدل شمس، يظهر صاروخ “أرضجو” كان صاعداً ثم سقط في المنطقة، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتكرّر كثيراً في الأخطاء التي تحصل من القبة الحديدية. على الرغم من ذلك ، إن إسرائيل ليست بحاجةٍ إلى عذرٍ كي تهاجمَ لبنان، حيث أنها تتعرض لضرباتٍ مؤلمةٍ منذ أكثر من عشرة أشهرٍ، وهناك نحو 120 ألفِ نازحٍ من المستوطنات الشمالية و هناك قتلى من الضباط العسكريين، وهي نفسها أحصت أكثر من 1000 مبنىً مدمرٍ في تلك المستوطنات، لكنَّ التجييش الحالي ومحاولات استغلال الحادثة هدفه تحشيدُ الرأي العام المحلي والعالمي تحديداً الغربيعلى قاعدة أنها تعرَّضت لمجزرةٍ ويحقُّ لها الردُّ بقوةٍ وعنفٍ، وممنوعٌ على حزب الله الردّ، كما تسعى إلى إشعالِ فتنةٍ بين المقاومة وأبناء الطائفة الدرزية . لذلك إنَّ “إسرائيل” بحاجةٍ إلى تنفيذ ضربةٍ مختلفةٍ عن كل ما قامت به في الأشهر الماضية، بحيث تكون قاسيةً ومؤلمةً واستراتيجيةً لردِّ الاعتبار، و استعادة قوة الردع التي تهشمت جرّاءَ ضربات المقاومة اللبنانية ، في حين هي تقول أنها لا تسعى إلى الحرب وتتحدث عن ضربة لا تؤدي إلى ذلك ، و هناك ضغوطات واتصالات غربية مع الجانب اللبناني للضغط على الحزب من أجل تمرير ضربة من هذا النوع، على أساس تثبيت مسؤولية الحزب عن الحادثة رغم نفيه ذلك، في حين أنَّ الحزب أكد أنه لن يعطيَ أيَّة ضماناتٍ و لن يقبلَ باستعمال عبارة (الرد الإسرائيلي ) لأنه ليس مسؤولاً عن هذه المجزرة و سيعتبر أيّ اعتداء تقوم به “إسرائيل” ، عدواناً موصوفاً ، وسيُرَدُّ عليه حسبَ حجمه. إنَّ لدى “حزب الله” ترسانةٌ كبيرة من الصواريخ وبنك أهدافٍ كبير كشف عنه في رسائل الهدهد المتعددة، وبالتالي هو سيُلحق في الساعات الأولى من أيّ عدوانٍ_ ضرراً كبيراً في “إسرائيل”، و إنَّ الأوساط الإسرائيلية تدرك هذا الأمر جيداً، فأذكر بأنه عند اغتيال القيادي في الحزب “أبو طالب” تم إطلاق 270 صاروخٍ في اليوم الأول ، و 150 في اليوم الثاني ، وحينها تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أن “حزب الله” جُنَّ جنونه، فكيف سيكون هو الواقع عندما يطلق نحو 3000 صاروخ في اليوم، بحسب التقديرات الإسرائيلية، من الصواريخ البالستية والدقيقة والمدمرة والبعيدة المدى”.
إن هذا هو الرادع الأول، و أما الرادعُ الثاني فهو الضغوط الأميركية على تل أبيب لمنعها من الذهاب إلى عدوانٍ شاملٍ على لبنان، لأن ذلك سيؤدي إلى حربٍ شاملةٍ في كلِّ المنطقة.
حالةٌمن الترقُّب في الوقت الراهن، حيث تدرس “إسرائيل” الضربةَ المزعومة بسبب الادِّعاء المزعوم، وهي ترفض الدعواتِ إلى التحقيق التي صدرت عن بعض الدول الغربية من أجل تحديد الجهة المسؤولة عن الحادثة.
من المتوقع أنَّه سيكون هناك ضربة، وبحسب ما يتم التداول به سيتم تحييد بيروت والضاحية الجنوبية والمدنييين وستكون ضد أهداف عسكرية، لكنَّ المقاومةَ ستردُّ حسب نوع الضربة وحجمها، وبالتالي إذا تخطَّتْ “إسرائيل” الخطوط الحمراء ستتخطَّى المقاومة الخطوط الحمراء.
أما بالنسبة إلى إمكانية أن يقود ذلك _ أي العمل والعمل المضاد من قبل حزب الله _ إلى تدحرجِ الأمور نحو الحرب الشاملة، فإنَّ الأمر يعود إلى “إسرائيل” وإلى الضربة التي ستقوم بها والأهداف التي ستختارها.
إنَّ الادِّعاءات الإسرائيلية الكاذبة تبدأ منذ السابع من تشرين الأول الماضي، عندما تحدثت عن قطع رؤوس أطفالٍ واغتصاب نساءٍ ومقتل 1200 شخصٍ خلال إحتفال في الصحراء، تبيَّن أن طائرة إسرائيلية هي من قتلتهم، وهي لا تزال تمضي بسرديةِ أنَّ هناك إرهاباً قد حصل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن ذلك في خطابه أمام الكونغرس الأميركي، إلى الادعاءات الكاذبة التي رافقت استهداف المستشفى المعمداني في غزة، وبأن موظفين من وكالة “الأنروا” شاركوا في الحرب .
إنَّ المشكلة تكمن بأنَّ الغربَ يسير بالسردية الإسرائيلية دون تردّدٍ أو تحقيقٍ، بدليل تحميل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن حزبَ الله المسؤولية عن حادثة مجدل شمس دون أيِّ دليل يستند إليها.
إذاً “إسرائيل” بعد حملة التهديد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري و التجييش للرأي العام، و بعد تأكُّدِها أنَّ المقاومة ستردُّ مهما كان حجم الضربة ، نراها بدأت بالنزول عن الشجرة حيث أنَّ رئيس الأركان قرّر أمس تأخير الضربة لدراسة الأهداف العسكرية الخاصة بالمقاومة التي سيقصفونها .
و هنا يجوز السؤال : أيعقل أنَّ لدى “إسرائيل” بنك أهدافٍ عسكرية للمقاومة في لبنان و لم يقصفها حتى الآن !؟
لذلك تأخير الضربة لمزيد ٍمن الدراسة يدلُّ على تخبُّطٍ لدى إسرائيل و بدء نزولها عن الشجرة لدرجة أن الإعلام الإسرائيلي صرَّح أمس أنَّه يشكُّ بأنَّ اقتحام المتظاهرين لقاعدة “بيت ليد” هو من تدبير الحكومة لكي تلهيَ الرأي العام بهذا الحدث و تهربَ من التزامها بضرب حزب الله خوفاً من السيد حسن نصرلله حسب تعبيرهم .
الجنرال منير شحادة-بيروت