إن من يتابعُ بدقَّة ما يجري وراءَ الصورِ العاريةِ من كلِّ القيمِ الإنسانيةِ والأخلاقيةِ في أي مجتمع التي كان عليها حالُ افتتاحِ أولمبياد فرنسا، والتي عبَّرت عن حقيقةِ الديبلوماسية التي تحكمُ وتسيطر على الغرب اليوم، ثم يلتقط سريعاً ردَّ فعلِ العالمِ المسيحيِّ على محاولةِ الاغتيالِ التي تخفَّت وراء هذا الحفل، ونعني بها محاولة اغتيال ما هي عليه قيمُ الديانة المسيحيةِ، يُدركُ تماماً أن أوروبا فتحت قبرَ زوالِ هذه العُهدةِ من الطغيان بنفسِها… فكان حفلُ افتتاحِها اثنين بواحد، هو حفلُ افتتاحٍ للأولمبياد ولبدءِ انهيار أوروبا!!!
ومن يجيدُ تتبَّعَ القُطبِ الخفية يقعُ على ما هو أخطرُ وأدقُّ من ذلك بكثير… فربما قد قرأ البعض أن هذه المشاهد هي أحداثٌ تشي ببدء انهيار هذه الإمبراطورية الظلامية التي اعتاشت على دماءِ الشعوب ومن بينها شعبها نفسه!
الأمر الخطير.. هو أن أكبر عملية اختراق سيبرانية يتعرضُ لها الغرب قد وقعت حقيقةً على يدِ من خطَّط للطوفان وقرَّرَ موعده!!… فقد قطع هذا الطوفان الدربَ على الطفاةِ لا في تهويدِ الأقصى الشريفِ ومحاولةِ محو المعالمِ الدينيةِ المقدسية من مسيحية وإسلامية فحسب، بل إنه في الحقيقة قد صادرَ من فرنسا نشوةَ الافتتان باستقبالِ الأولمبياد مع جهوزيةٍ ترسانيةٍ وأفسدَ عليها حفل افتتاحِها الذي تعبّرُ فيه عن سائر الغربِ الذي يقعُ في الجيبِ الأمريكي!!
لا نعني هنا… ما نالَ من محطاتِ القطاراتِ وسواها.. ولا ذلكَ الذي أعتمَ مُدنَ الإناراتِ التي لا يرفُّ لها جفن!!
بل نعني ذلك الذي اخترقَ حقيقةَ ما يعملُ عليه الغرب من محاولةِ تهويد بل صهيَنةِ المسيحيةِ العالمية كي تفقدَ شعورَها وانتماءها للمُقدَّس لصالحِ الأجندةِ الدَّنَس التي كانت تحكمُ كلَّ هذه الشعوب، فكانَ هديرُ الطوفان.. يقطعُ على العالمِ الطاغي طريقَه لتهويدِ القدسِ في عالميتِها.. فأنقذ ما كاد يموت من هويةٍ إنسانيةٍ في العالم.. وانتفضَ العالم يصرخُ بحرية فلسطين.. وهبَّتِ المسيحيةُ تصرُخُ بحريةِ العشاءِ الأخير المقدِّس الذي حاولوا اغتيالَه بالمِصقلةِ الصهيونيةِ العالمية…!!
جديرٌ هو طوفانُ الأقصى… أن يقفَ وراءَ هذا الاختراقِ السيبراني الخطير.. وأهلٌ هو ليحرر العالمَ كلَّه من طغمةِ الطواغيتِ الصهاينة!
رئيس التحرير
فاطمة جيرودية-دمشق