عام وشهر أقصد ثلاثمائة وخمسة وتسعين يوماً على حرب العالم الدائرة في غزة وحول غزة، استعمل فيها العدو كل أساليب القوة لاجتثاث المقاومة، كل شيء سعيا لتحقيق هذه الغاية، فبطش ودمر وقتل وأنذر وحرق وفجر ونسف و “طهر” وأسر وصور ونشر وعبَّر..، نعم كانت قاسية ومازالت كذلك والألم كبير، ولكن هل نال منا؟ هل حقق غاياته؟ هل قضى على المقاومة؟ [لا]
وكأن هذا العدو عجز بكل مؤسساته عن حل لغز الحفرة، ما هو الشيء الذي كلما أخذت منه يكبر؟
ما زالت المقاومة الفلسطينية تدهش الصديق وتؤلم العدو وتستنزفه حتى يومنا هذا، لا بل إننا أصبحنا نرى بأم أعيننا تطورها النوعي وزيادة تأثيرها ودقة أهدافها وانتقائيتها في تحديد الهدف ونوع الهدف وطريقة استهدافه بشكل يجعلك تتساءل إن كنت فعلاً تعرف مدى قوة وجهوزية المقاومة أو إن كانوا بشراً بصفات خاصة أم أنهم من جنس آخر له قدرات أسطورية؟
ألهذه الدرجة يملكون السعة والرفاهية لدرجة الترف حتى يصلوا إلى هذا الحد من الانتقائية كي ينالوا من العدو!
وأي عدو! عدو لم يدع خياراً إلا واختاره، حتى أنه بات يسارع إلى حتفه في كل يوم، اليوم نشرت وسائل إعلام العدو بأنه قد تم كشف جسم يشبه الصاروخ في مدينة بدرس بالضفة الغربية وعلى بعد عشرة كيلو مترات من مطار اللد “بن غوريون” وتبين حقاً ذلك وقد كان مجهزا للإطلاق نحو هدفه الذي لم يكشف عنه، وهذا غيض من فيض، فإن من وضعه حتما قد وضع غيره وهذا الصاروخ ليس إلا شاهد على ما هو آت، فالمقاومة امتدت وتتمدد أكثر وأسرع كلما أسرف العدو بعدوانه، نعم لقد اتسعت الحفرة، وقريباً سيُقبر بها.
نعم فإن فيها قوماً جبارين وقد اقتربت اللحظة التي سيُقال فيها لنتنياهو أن اذهب أنت وجيشك فقاتلا.. إنا ها هنا قاعدون، سيتخلى عنهم لاعبو القمار بعد أن هزم مشروعهم وحرقت أوراقهم على مذبح غزة، وإنه لقريب.
صلاح الدين حلس_الكويت