إذاً، القرار قد اتخذ، لن يسمح محور المقاومة للمقاومة في لبنان أو غزة أن تهزم، مهما كلف الأمر، و القرار قد اتخذته عاصمة المقاومة…
القرار اتخذته دمشق…
أن تهزم المقاومة في لبنان أو في غزة، يعني أننا دخلنا في التيه، التيه الذي لن تكون نهايته استعبادنا فحسب…

واسطة العقد في محور المقاومة سورية اتخذت قرارها، وكل مسودات الاتفاقيات التي تطرح على الطاولة، التي فيها و لو شبه رائحة هزيمة للمقاومة، أو شبه رائحة انتصار للكيان، ليبلها أصحابها بالماء…

في هذا المحور لكل دوره، البعض يخطط و يرسم، البعض يقاتل، البعض يساعد، وفي ساعة الحقيقة الكل يقاتل لأجل الكل، هذه شراكة متضامنة متحالفة تحالفاً عضوياً، لا أحد يترك أحد…
الكل لأجل الواحد و الواحد لأجل الكل…

و إن كان ما يحصل هو مفاوضات تحت النار، فنحن أساتذتها، نجيدها كما نجيد زراعة القمح و الزيتون، و لدينا من الصبر ما يحار فيه أيوب، و كما قال السيد الشهيد: هي الأيام بيننا و الليالي و الميدان…..

هنا سنطرح السؤال المهم المباشر التالي:
هل ستتوسع الحرب باتجاه الجبهة السورية؟…
أنها يمكن أن تتوسع، هذا حائز، فقد قلنا في مقالات سابقة أن الصهاينة يهربون من الورطة في الحرب على جبهة ما، إلى فتح جبهة أخرى …

يهربون من الحرب إلى الحرب…

تجتاح منصات التواصل و وسائل الإعلام الاعرابية عاصفة من التجييش على سورية أنها تخلت عن المقاومة، وهذا التجييش ليس من باب الحرص على المقاومة، إنما من باب الحقد والكره لسورية واللمز والغمز من موقفها…
هذه الحملة لها محددات معينة وكأنها تدار من قائد اوركسترا واحد…
وهي كذلك….

خذوا علماً…
خيار دعم سورية للمقاومة سواء اللبنانية أو الفلسطينية، ليس من باب الترف أو من باب التفاوض أو من باب المقايضة…
خيار دعم سورية للمقاومة هو من باب الأمن القومي والوطني، من باب اسباب القوة، من باب واعدوا لهم، من باب المصلحة العليا للدولة السورية، وسورية لن تتخلى عن المقاومة، لأنها تدرك يقينا أن تخليها عن المقاومة سبكشفها أمام عدوها….

وان كنا سألنا اعلاه هل ستتوسع الحرب باتجاه سورية، لكننا لم نسأل هل ستدخل سورية الحرب من تلقاء نفسها حتى ولو لم تتوسع باتجاهها بشكل مباشر؟..
اعود لكم إلى عدوان 2006، عندما اخبر السيد الرئيس الشهيد السيد حسن أن الجيش العربي السوري جاهز للتدخل لمساعدة المقاومة في صد العدوان إن طلبت المقاومة ذلك، وهذا الأمر قاله الشهيد عدة مرات…

نعم، سورية ستتدخل إن شعرت أن المقاومة اللبنانية تتعرض الانكسار، وهنا لن يكون جيشنا يدافع عن المقاومة فحسب، إنما يدافع عن سورية بالدرجة الأولى……
وعند ذاك لا عاصم من أمر الله…

باسل علي الخطيب….