ما في كتاب الحرب للصحفي بوب وودوارد صحيح، بل هو لا يقدم ولا يؤخر لمن قرأ التاريخ بشكل سطحي منذ مراسلات مكماهون إلى اليوم، ولكن ما هي دلالة الكتاب في هذا التوقيت؟
هل الكتاب يوافق توجهات الديمقراطيين؟ هل الكتاب يوافق توجهات الجمهوريين؟ هل الكتاب يوافق توجهات نتنياهو؟
إن الإجابة على هذا السؤال تحدد لنا ما برأس كل أحد وإلى أين وصل بهم الطوفان نفسياً وعملياً.
الديمقراطيون حلفاء الأنظمة العربية، بل إن فترات حكم الديمقراطيين تجعلك تشعر بأن الأردن هو الولاية الواحد والخمسون! فمن المستبعد أن يكون الديمقراطيون خلف كشف الستار هذا.
أما الجمهوريون فمن المستبعد، لانهم يتمثلون بترامب الذي جعل خطته الرئاسية رمادية غير واضحة المعالم محاولا تمرير الوقت دون التعبير عن موقف صريح من أي شيء. فهو الذي صرح في بادئ الأمر وقال: لنرى إلى ما ستؤول إليه الأمور؟! وإنها وإن كانت صفقة القرن صنيعته وهي الصفقة التي أدت إلى ما نحن عليه اليوم، ولكن، هل لا يزال يرى جدوى من مشروعه العقاري المقترح؟
أما نتنياهو، فإن كل خطاباته المؤخرة تتصف بالتهديد، فقد هدد العالم وقال “إذا سقطت إسرائيل سقط العالم”، وهدد السعودية لأسباب ذكرتها سابقاً هنا، وهدد الأردن مراراً، ويجيء هذا الكتاب ضمن سلسلة التهديد. بل ربما حص نتنياهو السعودية بفيديو وثائقي بدلاً من كتاب لعلمه بأن السعوديين لا يقرأون مقارنة بالشعوب العربية الأخرى، ولأن وزن السعودية هو الأكبر بين الحكومات العربية.
ماذا يريد نتنياهو؟
في نظري، بلغ الخلاف أوجه بين أصحاب حل الدولتين وأصحاب فكرة التوسع الكامل، والكفة ترجح مع أصحاب حل الدولتين إذا ما قارننا الطرفين ببعضهما.
الحل ستفرضه المقاومة، وهذا النزاع بين حل الدولتين وبين التوسع سيكون له تأثيره على مدى الإنخراط العسكري كما يريده نتنياهو أو كما يريدونه أصحاب الدولتين كالأردن السعودية.
يبدو أن حرب سوريا كانت تجربتهم للتوسع وانخرطوا فيها موافقين على التجربة، أما بعد أن فشلت، فلا يريدون المغامرة أكثر لأنهم في متناول قبضة إيران واليمن والعراق بالتحديد.
آدم سرطاوي_كندا