الوحش الأمريكي هو هو لم يتغيّر … هو نفس الوحش الذي قتل 114 مليون مواطن أصلي كان يقطن أمريكا الشمالية منذ آلاف السنين… وهو هو الذي فتك بما لا يقل عن 60 مليون أفريقي خلال الرحلات المكّوكية لاستجلاب الأفارقة لاستعبادهم فيما يدعى بالممر المتوسط عبر المحيط الأطلسي ، ومن ثم الاستعباد القسري المزري اللاإنساني لهم منذ إنشاء هذه الدولة الشيطانية … الوحش الأمريكي ما زال يفعل نفس الشيء ، بالرغم من كل وسائل التوثيق ، وجمع المعلومات البالغة التطوّر في عصرنا الحديث … والدليل على ذلك أنه قتل كل هؤلاء المواطنين الأصليين وكذلك الأفارقة خلال فترة زمنية امتدت لأربعة قرون ، أي أنه كان يقتل ما معدّله 450 ألف إنسان كل عام … هو يقتل منًا حاليًا ومن كافة شعوب الأرض بنفس المعدّل … هو قتل في النصف قرن الفائت 6 ملايين فييتنامي ، ومليوني كوري ، ومليوني عراقي ، وقتل في أمريكا اللاتينية وفي آسيا وفي أفريقيا ما لا يقل عن 5 ملايين آخرين ، أيّ أنه قتل خلال الخمسين سنة الفائتة من بني البشر ما يربو على ال 15 ملين إنسان ، أيّ بذات المعدل تقريبًا الذي اقترفته يداه في جرائم الإبادة والاستعباد على أرض القارة الأمريكية… والآن … الوحش ، ومنذ الحرب العراقية ، بدأ بتغيير استراتيجيته العدوانية إزاء العالم … لقد تبدّت الحقيقة بجلاء ، فلا يفسّر تورّع الولايات المتحدة الامريكية عن التورّط في حروب خارجية بعد الدرس العراقي والأفغاني القاسي ، وتفاقم ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية إلى أرقام فلكية سوى أن منظّري هذه الإمبراطورية الاستراتيجيين وجدوا ان الفلسفة الأنجع والأقل ضررًا في خوض الصراعات على مستوى العالم ، هي عدم الانخراط المباشر ، وتوجيه ميزانية الدفاع نحو الأبحاث والتطوير التقني العسكري ، وتكليف القوى المحلية المتحالفة مع أمريكا ببذل الدم ، وتقديم العنصر البشري ، بينما تتولّى أمريكا تقديم السلاح المتفوّق لها … ولعل النظرة الاشتمالية الى هذه الفلسفة المستجدة ستفضي الى ان الرابح الأوحد في هذه الصراعات ، هي المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة الامريكية ، ومراكز الأبحاث والتطوير الصناعي والتكنولوجي العسكري على اختلاف مسمّياتها .
سميح التايه
