النكتة الأعظم في الخمسة قرون الفائتة ، وبلا منازع ، هي نكتة أرض الميعاد ، التي أطلقها الأنجلوساكسون حينما قرروا الاستيلاء على القارة الامريكية ، وإبادة سكانها الذين عاشوا فيها لآلاف السنين ، ثم أطلقوها بالتعاون مع الصهيونية العالمية مرةً أخرى للاستيلاء على فلسطين ، وتشتيت وإبادة الشعب الفلسطيني بتآمر وتواطؤ مع بعض أدعياء العروبة والاسلام في المنطقة … يقول المفكر الأمريكي نورمان فينكلشتاين ، المعارض للكيان الصهيوني ، في إحدى لقاءاته التلفزيونية لمقدم البرنامج بحدّة … ماذا لو أتيت لك صباح الغد باكرًا ، وطرقت بابك ، فقمت أنت بفتح الباب ، فبادرتك بالقول … صباح الخير يا جون … كيف هو مزاجك اليوم … إسمع يا عزيزي … لقد تجلّى لي الله البارحة في المنام ، وقال لي أنه يهبني بيتك هذا ، لذلك فلقد أتيت إليك من فوري هذا الصباح لأبلّغك بأن عليك أن تخلي البيت ، وبأسرع ما يمكن ، حتى أتمكن أنا وعائلتي من الحضور للاستيلاء عليه تنفيذًا للوعد الإلهي … ما رأيك يا جون ..؟ هل تخلي لي البيت وتعطيني إياه هكذا مجانًا ..؟ أم أنك ستبادر بلكمي في فمي ، وتقول لي ، إذهب أنت وربك إلى الجحيم ، لأن ربّاً كهذا لا يمكن ان يكون ربّاً … لا بد وأنه الشيطان تجلّى لك البارحة … لأن الله غير ظالم ، ولا يمكن أن يعطي شيئًا يملكه إنسان لإنسان آخر بدون وجه حق ، وهذا ظلم عظيم … ويتحدث بعد ذلك فينكلشتاين عن مسخرة المعاداة للسامية في كتابه ” ما بعد الوقاحة ” ” Beyond Chutzpah “ ، فيتهكّم على هذه البدعة المزرية ، وكيف يستعملها الصهاينة كعصىً غليظةً لترويع كل من تسوّل له نفسه انتقاد الممارسات الإجرامية المارقة واللاأخلاقية للكيان اللقيط … كيان وجد ويستمر بالوجود متّكئاً على مجموعة من النكات والمساخر والترّهات التلمودية .
سميح التايه