• أوّلًا: قوّة المقاومة بخير

 المقاومةُ قويةٌ في آلية أدائها بِالميدان، والجانبُ الأمني الاستخباراتي لا زالَ كما هو بل تعزّز، عكس ما يروج له الإسرائيلي بأنه قصف المقرات الأمنية والاستخباراتية لحزب الله، وأن المقاومة انتهت، والدليل المناقض لتصريحاتهم ما قاله الهدهد اليوم، وما تُدلي به المقاومة يوميًّا من عمليات عسكرية طالت الحدود والشمال ووسط حيفا وما بعد حيفا.

• ثانيًّا: أهميّة حيفا

المقطع يَرصدُ حيفا الحيوية، المنطقة الحيوية الأكبر بالبنيةِ التحتية والاقتصادية والعسكرية والأمنيّة والمجتمعيّة المُهمّة والاستراتيجيّة، وهذا يعني أنها دخلت تحت دائرة توسيع النيران. والحال في حيفا ما دام التصعيد على لبنان قد تكون كحال الجليل، فلنْ تسلم من الصواريخ والمُسيّرات.

فرصدُ البنية التحتية كالمناطق الصناعية والمُجمعات والأبراج وجامعة حيفا والتلفريك. كذلك رصدُ البنية الاقتصادية كالمصانع ومصفاة نفط حيفا والمجمعات التجارية. أيضًا رصد قاعدة “ميشار” وهي نقطة الوصل الرئيسية بين قيادة المنطقة الشمالية و”تل أبيب”. ورصد قاعدة الدفاع الجوّي “مشمار هكرمل” المسؤولة عن حماية حيفا ومحيطها، وقاعدة الدفاع الجوي “كريات ايلعيزر”، التي لجانبها قاعدة “ستيلاماريس” وهي استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي، كل هذا ليس أبدًا بالأمر الهيّن.

• ثالثًا: استراتيجية المقاومة

المقاومة تعملُ حسابها بهذه المعركة، على أنّها لن تكون معركة وجيزة، بل طويلة المدى، فلن تُجازف بعاطفتها، بل تفكر بعقلها وواجبها وتكليفها وحِكمتها، وهي عازِمةٌ في هذا الشوط الثاني مادام لا يتطلب اجتياح الجليل ودخول اشتباك مباشر وشامل، هو بجعل الإسرائيلي يعيشُ حرباً استنزافيّة واسعة وعميقة بمضاعفة المُهجّرين ودائرة العمليات واستنزاف “جيش” العدو؛ بصواريخها ومُسيّراتها على مشارِف حيفا.

• رابعًا: ردع الإسرائيلي

 المقاومة #حزب_الله برسائلِ الهدهد السابِقة كانت ترسم صورة ردع ضد الإسرائيلي إذا أقدمَ بِعدوانٍ على لبنان، أمّا اليوم سترسم تعابير رشقات الصواريخ والمُسيّرات على حيفا، والميدان فقط من يتحدّث.

وأختمُ بِما قاله نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: ”هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولاً.. نحن لن نصرخ، سنستمر وسنضحي وسنقدم. وإن شاء الله ستسمعون صراخ العدو “

الكاتب محمود وجيه الدين