بدأ الغزو البري للعدو الاسرائيلي يوم 1\10 بعد عام من تهديدات قيادات العدو بالهجوم البري على لبنان مستبقا الغزو البري بمجموعة من الاجراءات العسكرية والامنية والاعلامية.

1- وضع قوات العدو:
حشد جيش العدو على حدود لبنان عدة فرق عسكرية وهي:

  • القطاع الشرقي: ( اصبع الجليل ) : الفرقة 98 ( مظليين ) : مكونة من اللواء 89 قوات عمليات خاصة، ولواء الهجوم الجوي 35، كذلك لواء الهجوم الجوي 55، واللواء 214 مدفعية، كما تم تعزيز القوات ب وحدة ايغوز ( 621 ) وهي تابعة تنظيميا للفرقة 89 ومهمتها هي استطلاع بالقوة والتسلل وفتح ثغرات.
  • القطاع الأوسط: ( بنت جبيل ) : حشد العدو الفرقة 36 مدرعة، ومكونة من اللواء 118 مدرعات، واللواء السادس مشاة، بجانب الكتيبة 12 مشاة التابعة للواء غولاني، بالإضافة إلى لواء المدفعية 282.
  • الجولان المحتل : الفرقة 91 وقد اجرت عدة مناورات واتمت جاهزيتها منذ شهر.
  • بالاضافة لقوات الجبهة الشمالية المتمركزة دائما على حدود لبنان والتي كان يستهدفها حزب الله بشكل يومي.
  • القطاع الغربي: حشد العدو عدة الوية وكتائب (ومنها كتيبة مخابرات ميدانية )لم تعرف طبيعتها بعد لكن رغم ان هذا المحور مازال باردا حتى الآن لكن قد يقوم العدو بالهجوم عبره في اي لحظة.

2- تكتيكات العدو :

  • حاول العدو الهجوم عبر المحور الشرقي ( اصبع الجليل ) بواسطة قوات إيغوز الى العديسة ، حيث قامت يوم 1\10 بالتسلل من مسكاف عام باتجاه نزلة “بانوراما عديسة” جانب القوات الأندونيسية التابعة لليونيفيل، دخلت القوة واستطلعت ووصلت إلى شارة “I♥Odaisse” المعروفة دون أي ردة فعل من قبل الحزب الذي اكتفى بالمراقبة ثم عادت القوة أدراجها إلى داخل فلسطين المحتلة، ظنّ العدو أن هذا المحور بات آمناً ثم عاد ودخل يوم 2\10 من نفس المكان دون أن يعي أنه يتنقّل داخل كمين مُحكم لمقاتلي حزب الله الذين فتحوا نيرانهم الرشاشة والصاروخية باتجاه الغُزاة فسقط عدد من القتلى والجرحى.
  • حاولت قوات العدو بواسطة قوات من لواء غولاني ( الكتيبة 12 ) التقدم باتجاه بلدات يارون ومارون الراس وعيترون على مدى عدة ايام وقد فشل جيش العدو في كل محاولات توغله، وخسر اللواء 188 مدرع من 3 إلى 5 دبابات ميركافا، وبالنسبة للخسائر البشرية كان لهذا المحور النصيب الأكبر من خسائر جيش العدو خلال الايام الثلاثة (2+3+4 \ 10 )
    حاولت قوات العدو التقدم من ثلاثة اتجاهات في هذا القطاع، والهدف هو استطلاع بالقوة وفتح ثغرة داخل البلدات المذكورة أعلاه؛ لأجل الاندفاع فما بعد للبلدة الأكبر وهي بنت جبيل.
    ولم يتمكن العدو من تحقيق اي انجاز تكتيكي او سيطرة على اي من البلدات التي تجري فيها المعارك، وكانت ابعد مسافة وصلتها قوات العدو هي 400 متر وانسحبت بسبب ضربات وكمائن المقاومة.
  • تقوم القوات الجوية للعدو بقصف عنيف على قرى وبلدات الجنوب وصولا للضاحية الجنوبية وقد وصلت عمليات القصف الى 4500 غارة حتى اللحظة ويعتبر هذا الرقم اعلى رقم مسجل لقصف جوي.

3 خسائر العدو :
اعترف العدو بمقتل 13 جندي وضابط خلال الايام الثلاثة
9 قتلى يومي 2+3\10 و 2 قتلى يوم 4\10 و 2 قتلى بسبب قصف المقاومة العراقية لهدف في الجولان المحتل.
وهذا هو نفس التكتيك النفسي الذي اتبعه جيش العدو في غزة من تخفيض القتلى المعلن عنهم الى الخمس.
فيما اعلنت المقاومة الاسلامية ( حزب الله ) عن قتل 17 ضابط وجندي يوم 3\10 و 20 ضابط وجندي يوم 4\10 وهذا العدد لايشمل ايضا عناصر الدبابات التي تم تدميرها يوم 2\10 والبالغة 4 دبابات حيث يبلغ عدد عناصر كل دبابة 4 عناصر، وبذلك يكون المجموع الكلي لقتلى العدو تجاوز 50 قتيلا وهو الرقم الاقرب للحقيقة .

4- الحرب النفسية : قام العدو بفرض فراغ معلوماتي على منطقة شمال فلسطين المحتلة بدءا من تاريخ 19\9\2024 والفراغ المعلوماتي يشمل المنع على الجميع:
( – جمع أو نشر أي معلومات

  • تصوير أو نشر أي صور او فيديوهات
  • استخدام القبضات او وسائل التواصل الا للعسكريين
  • مراقبة الاتصالات ))
    كما يقوم العدو يوميا بنشر صور ومقاطع فيديو قصيرة ليؤكد انه يتقدم في محاور القتال وهذا ماتنفيه المقاومة بشكل كلي حيث يقتصر تقدم العدو على فترة زمنية مؤقتة خلال اليوم وبمسافات محدودة ثم ينسحب بسبب كمائن وحدات المقاومة تحت تغطية مدفعيته وطيرانه.

عمليات المقاومة الاسلامية ( حزب الله ):

1- توزع وحدات المقاومة :
تتكون الوحدات القتالية في حزب الله من عدة وحدات هي وحدة عزيز ، وحدة نصر، وحدة بدر ، وقوات الرضوان، وهي موزعة بطريقة تغطي فيها الجبهة البالغة 100 كم مع العمق الذي يسمح للمقاومة باستيعاب هجمات الفرق العسكرية للعدو الاسرائيلي في العمق، كنا تتكون وحدات حزب الله من الوحدات الاختصاصية كالصواريخ والمدفعية والطيران المسير والدفاع الجوي وغيرها من صنوف الاسلحة التي تدعم القوات البرية، كما ان قوات الرضوان لها مهمات محددة وخاصة ستنفذها بالوقت المناسب.

2- تكتيكات القتال:
تقوم الوحدات المتقدمة للمقاومة بالدفاع الصلب على الحافة الامامية للجبهة عبر استهداف وحدات العدو الخاصة بالعبوات والاسلحة المناسبة ومنعها من الثبيت في الابنية السكنية التي تصل لها، كما تقوم الوحدات الصاروخية والمدفعية للمقاومة بضرب تجمعات العدو ومواقعه لمنعه من مؤازرة وحداته الخاصة ، كما تؤدي وحدات الصواريخ والمدفعية دورها اليومي في ضرب مستوطنات الشمال لمنع المستوطنين من العودة.

  • تركز الوحدات الصاروخية للمقاومة على قصف متطقتين رئيسيتين في فلسطين المحتلة وهما منطقة يافا ومنطقة صفد حيث تشكل المنطقتان ثقلا عسكريا واقتصاديا وبشريا للعدو، حيث انه من الممكن ان تكون احدى المنطقتين مركز عمليات للمقاومة مستقبلا.
  • تستمر وحدات المقاومة في كسر عمليات استطلاع العدو ومراقبة تحركاته.
  • بلغ عدد عمليات حزب الله 98 عملية خلال الايام ( 1 الى 4\ 10 ) متنوعة بين المعارك البرية والقصف الصاروخي والمدفعي.

3- الحرب النفسية :

  • فرض حزب الله منع اي تصوير بالقرب منطقة القتال في الجنوب او في امكان القصف الجوي وبذلك حرم اجهزة استخبارات العدو من المعلومات من المصادر المفتوحة وهذه احد الدروس المستفادة من معارك 2006.
  • يكتفي الجهاز الاعلامي في حزب الله بنشر البيانات عن العمليات وتكذيب بعض اخبار العدو ولم ينشر حتى اللحظة اي فيديو عن القتال الدائر، ومن المتوقع ان ينشر في الايام القادمة فيدوهات وصور عن العمليات والكمائن.

خاتمة: من المتوقع ان تتوسع دائرة المعارك في جنوب لبنان حيث من المتوقع ان يهجم العدو عبر محاور جديدة في محاولة لقسم منطقة جنوب الليطاني لاقسام، كما انه من المتوقع ان تنفذ وحدات حزب الله تكتيكات جديدة وتدمج بين مناورات هجومية ودفاعية لمنع العدو من اخذ راحته في الهجوم بالتوقيت الذي يختاره.


م. الوليد صالح – سورية