مقال منشور في جريدة البناء اللبنانية.
 
لست أرى ما يقوم به هذا الكيان المفرط في شذوذه ، والممارسات التي ذهبت به نحو منطقة لا تنتمي بحال الى الجنس البشري وقيمه واصطفائه كمخلوق يمتلك ذاتًا عليا تجعله مؤهلًا لخلافة الله في الأرض ، وليس كبهيمة الأنعام يدبّ على الأرض كباقي المخلوقات … لست أرى فيما يقوم به هذا الشيء القميء ، سوى تهيئةً لما تحدثت به النبوءات قبل آلاف السنين ، حينما يبلغ الرفض والكراهية وعدم القبول لهذه الكينونة الذروة ، بحيث يصبح مطلب إزالتها لا يقتصر على بني البشر ، بل ان الله سيستنطق الحجر والشجر طلبًا لقتله ، وتخليص الإنسانية من شروره وإفساده ومروقه وفجوره … تحقق النبوءة آخذ بالاقتراب بتسارع شديد ، يعززه التطرف الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعوب ، ولن استبعد ان يقوم التيار الذي يتزعمه بن غفير وسموتريتش بتنفيذ هدم الاقصى توطئةً لبناء الهيكل… وهم يعتبرون ان الوقت قد أزف لتنفيذ ذلك ، وأن الحسم يجب ان يتم فوراً … ندعو الله ان يأخذهم مروقهم وتهافتهم وانغلاق عقولهم العفنة إلى هذا الاتجاه ، لأنهم بقيامهم بالإقدام على تنفيذ هذه السقطة الكبرى ، يكونوا قد كتبوا الفصل النهائي ، والخاتمة المزرية لكيانهم الساقط ، ولا نعتقد أن أحدًا من الشعوب التي تغلي كالمراجل سيتورّع عن الاندفاع فرادًا وجماعات الى تجمّعات قطعانهم ، وإلى حظائرهم … فالقلوب محتشدة على مرّ العقود من القهر والظلم ، وأكباد تمتلئ حتى ما بعد الإشباع كراهية لهؤلاء الأوغاد … المقتلة العظمى قادمة لا محالة ، وحماقة هذا العدو وجهله يقفز بالمراحل قفزًا كيما نمسك بأعناقهم ، ونأتي بهم الى مقصلة العقاب ، ومنصة الانتقام … غزة كلها أبرياء ، فالمدافع ضد الاحتلال والظلم لو فتك بالمحتل ومزّقه إرباً إرباً ، فهو يمتلك كل الحق لذلك ، والكيان المارق لا يوجد فيه أبرياء ، فالقاعد في أرضي عنوةً واغتصاباً لا يستحق سوى الاجتثاث العنيف الدموي .
سميح التايه