كلنا نتابع ونشاهد ماذا يجري بغزة من جرائم بحق أهلنا وأطفالنا من قبل الاحتلال الصهيوني بسلاح وضوء أخضر أمريكي، حيث وصف الكثيرون هذه الجرائم بالنازية. على أن النازية رغم بشاعة جرائمها ستبدو حملاً وديعاً إذا ما قيست بالصهيونية وجرائمها.
وبالمقابل هنالك مقاومة فلسطينية شجاعة، مدعومة بجبهات إسناد صادقة قولاً وفعلاً، نشاهدها كل يوم تهزم هذا العدو الصهيوني في كافة الجبهات والأصعدة، رغم أنه مدعوم بأكثر أسلحة العالم فتكاً ودماراً من قبل أمريكا راعية الإرهاب في العالم.
ونتيجة هذه المقاومة الشرسة نرى الاحتلال كلما هُزم يزداد تغولاً على دماء الأطفال خاصةً، والساكنين الآمنين في غزة عامةً، للضغط على المقاومة للاستسلام، وهي التي لن تستسلم ولن تتوانى عن الدفاع عن أبناء شعبنا.
وعندما ننظر إلى هذه الجرائم الكثيرة يخطر ببالنا أن نتساءل عدة أسئلة:
أين من كانوا يدعون “للجهاد في سوريا”؟ ولماذا لا يدعون للجهاد في غزة؟ ألا يوجد مسلمون في غزة؟
أين الثورجيون الذين كانوا يدعون “للثورة” في سوريا لأجل “الحرية”؟ لماذا لا نرى هذا “النفس الثوري” منهم في غزة المحاصرة؟
وأيضاً أين الذين دفعوا بآلاف المقاتلين المدججين بالسلاح إلى سوريا، وشكلوا عشرات الجماعات المسلحة، رافعين شعارات “جهادية إسلامية”؟ أين ذهبت هذه “الروح الجهادية” عما يجري بغزة الجريحة؟
هل الجهاد في غزة حرام شرعاً، فيما الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري وسوريا الي تدعمُ المقاومة، من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة – والتي لم يصدر عنها بيان واحد نصرةً لغزة – هي الطريق إلى الفردوس الأعلى؟!
وأين الخطب الحماسية في كافة المنابر والمساجد التي كانت تدعوا للنفير إلى سوريا؟ لماذا أصبحت الآن – ونحن نشاهد هذه المجازر في غزة – تتكلم عن الحيض والنفاس؟!!
ولماذا من كان يعتبره الجميع “خليفةً للمسلمين” في أحداث سوريا، لا يرتقي بمواقفه من أحداث غزة لمستوى رئيس مجلس قروي؟
أين ذهبت كل هذه الأصوات والوجوه؟
إننا إذا أردنا البحث عنهم سنجدهم – وهذه حقيقتُهم– في صف المشروع الصهيوأمريكي، وأصواتهم تملأ المنابر والقنوات الناطقة بالعربية بمهاجمة المقاومة وشيطنتها، وتبني الرواية والسردية الصهيونية بحذافيرها، بطرق مباشرة وغير مباشرة، فما أقبحهم …!!
والأقبح منهم هو ذلك الجاهل الذي ضلَّ الطريق، وما زالت تنطلي عليه هذه المؤامرات!!
محمد الدّجاني-القدس