أعلن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، عن الاعتراف الرسمي بما تسمي دولة جمهورية أرض الصومال المستقلة، في خطوة تاريخية تمثل أول اعتراف علني من دولة الاحتلال باستقلال الإقليم الواقع في القرن الأفريقي.
كما وقع الجانبان اتفاقًا لتأسيس علاقات دبلوماسية كاملة تشمل تعيين سفراء وفتح سفارات في عواصم البلدين.وجاء الإعلان بعد حوار طويل ومستمر بين الجانبين على مدار العام الماضي، كما أكد جدعون ساعر، وزير الخارجية الصهيوني، في تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”، إذ كتب:”سعدت بالتحدث قبل قليل مع رئيس جمهورية أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله، في هذا اليوم المهم لكلا البلدين. خلال العام الماضي، وعلى أساس حوار واسع ومستمر، بدأت العلاقات بين “إسرائيل” وأرض الصومال تتبلور. وبعد قرار رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ورئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله، وقعنا اليوم اتفاق الاعتراف المتبادل وإقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، والتي ستشمل تعيين السفراء وفتح السفارات.”
وأضاف ساعر أن الجانبين سيعملان معًا لتعزيز العلاقات بين شعوبهما، والاستقرار الإقليمي، والازدهار الاقتصادي، مشيرًا إلى أنه وجه وزارة الخارجية “الإسرائيلية” بالبدء الفوري في تنفيذ خطوات مؤسسية لعلاقات شاملة بين البلدين في مجالات متعددة.
يذكر أن أرض الصومال أعلنت في 18 مايو 1991 من طرف واحد انفصالها من باقي الأراضي الصومالية بعد أشهر من سقوط الحكومة العسكرية الصومالية في يناير 1991 وكانت تبحث منذ ذلك الحين عن اعتراف المجتمع الدولي الذي لم تحصل عليه حتى الآن حيث يعتبرها المجتمع الدولي جزءا من الصومال.
وفي أواخر عام 2024، ظهرت تقارير تفيد بأن “إسرائيل” اقتربت سراً من “صومالي لاند” بعرض لإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها مقابل اعتراف رسمي بها. وتشير التقارير إلى أن هناك استعداداً لدى “صومالي لاند” لقبول القاعدة “الإسرائيلية”، شريطة أن يعترف الكيان الصهيوني اللقيط بصومالي لاند ويستثمر فيها.
ليست “صومالي لاند” الموقع الوحيد الذي يثير اهتمام الكيان الصهيوني استراتيجيا في البحر الأحمر. من المواقع الرئيسة الأخرى أرخبيل سقطرى اليمني، حيث تحدثت تقارير عن رغبة صهيونية لبناء منشأة عسكرية واستخباراتية لـ”تعزيز العمق الاستراتيجي” في القرن الإفريقي.
وتفيد تقارير بأن البناء جارٍ بالفعل على جزيرة عبد الكوري، وهي جزء من سقطري، وقد تم إنشاء مرفأ ومدرج ومهبط مروحيات هناك لتلبية الاحتياجات العسكرية لليمن في الجنوب ولا يعرف إن كانت “إسرائيل” ستستفيد منها بعد الإنشاء. أيضاً تشير عديد التقارير إلى أن ” لإسرائيل” وجوداً قديماً وإن كان سرياً في إريتريا، وتحديداً في أرخبيل دهلك في البحر الأحمر، حيث هناك مؤشرات عن وجود موقع استخباراتي وبحري “إسرائيلي” يُستخدم لمراقبة حركة الملاحة عبر باب المندب وتتبع النشاطات الإيرانية و الحوثية في المنطقة.
ويُعد مضيق باب المندب أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ تمر عبره نسبة كبيرة من التجارة العالمية، ويُعد بوابة حيوية لقناة السويس. إقامة قاعدة عسكرية “إسرائيلية” قرب هذا المضيق، مثلا في “صومالي لاند”، تحمل آثاراً جيوسياسية كبيرة. فمن جهة، قد يعزز أمن الملاحة في البحر الأحمر من خلال إضافة قدرات دفاعية واستطلاعية “إسرائيلية” في منطقة تعاني من القرصنة وهجمات المتمردين.لكن من جهة أخرى، فإن قاعدة “إسرائيلية” عند مدخل البحر الأحمر سترتد تداعياتها على توازنات المنطقة. فهي ستمنح “إسرائيل” موطئ قدم في القرن الإفريقي، وهي منطقة تتنافس فيها قوى عالمية وإقليمية على النفوذ. وقد يُنظر إلى هذه القاعدة كجزء من تحالف محور “اتفاقيات أبراهام”.
اقرأ أيضا:
