قالت لجنة الانتخابات في إقليم أرض الصومال، الثلاثاء الفارط، إن زعيم المعارضة عبد الرحمن سيرو، فاز على الرئيس الحالي موسى بيهي عبدي في الانتخابات الرئاسية، التي جرت الأسبوع الماضي، وهو تغيير للقيادة في وقت تسعى فيه المنطقة الانفصالية إلى الحصول على اعتراف دولي.
وغلى الرغم من أن سيرو أبدى دعمه الواسع للاتفاق المقترح مع إثيوبيا، بشأن الحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر، فإن التزامه بتنفيذه ليس واضحاً. ويشتبه بعض المحللين في أنه قد يكون “أكثر انفتاحاً على الحوار مع الحكومة الصومالية” التي تعارض الاتفاق.
فوز زعيمٌ معارض بالانتخابات في أرض_الصومال أثار شكوكاً حول ما إذا كانت المنطقة شبه المستقلة ستحترم صفقةً تسمح لإثيوبيا ببناء قاعدة عسكرية على ساحلها في خليج عدن.بموجب اتفاق أُعلن مطلع العام الحالي، حيث منحت أرض الصومال أديس أبابا الحق في إنشاء قاعدة عسكرية ومرافق تجارية على ساحلها. وفي المقابل، ستحصل أرض الصومال على حصة غير محددة في الخطوط الجوية الإثيوبية، بينما أكدت الصومال أن الصفقة تنتهك سلامة أراضيها.
وكشف موقع “ميدل إيست مونيتور” في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2024؛ أن “إسرائيل” مهتمة بإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال، بوساطة الإمارات العربية المتحدة. وكانت بوابة “إمارات ليكس” قد أفادت بأن الإمارات تتفاوض مع سلطات أرض الصومال حول السماح “للإسرائيليين” بدخول القواعد العسكرية، وبحسب مصادر البوابة فقد أكدت الإمارات لقيادة أرض الصومال أن حكومة “بنيامين نتنياهو” مستعدّة للاعتراف بوضعها الرسمي، ما سيفتح الطريق أمام إقامة علاقات ثنائية.
أرض الصومال ليست مجرد بقعة جغرافية شاردة أو شاذة، وفي عُرف الجغرافيا السياسية فإن موقعها يُعدّ كنزاً استراتيجياً؛ وتقع أرض الصومال في موقع استراتيجي على الشاطئ الجنوبي لخليج عدن، وعلى أحد أكثر طرق التجارة ازدحاماً في العالم، عند مدخل مضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر وقناة السويس.
منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي طرح ديفيد بن جوريون مفهوم استراتيجا “شد الأطراف” التي اعتمدها الكيان الصهيوني وأنتجت سياسة شد الأطراف متفاعلة مع -ومستفيدة من- إخفاقات سياسات الدول العربية تجاه الدول الأفريقية عديد المكاسب الجيوسياسية و الاقتصادية للكيان.
ومع تطور الاحداث و تغيير معادلات الردع أدَّى الجوار والتداخل الجغرافي بين المنطقة العربية والقارة الأفريقية إلى جعل الساحة الأفريقية (أرضًا وبشرًا) مجالًا للتنافس بين القوى الإقليمية المتصارعة ومرآة عاكسة لتطورات الصراع بين محور المقاومة ومحور الشيطان الأكبر، وشاهدًا رئيسًا على توازنات القوى الشاملة بين الطرفين.واصبحت الرغبة الصهيونية ملحة في إيجاد موطئ قدم في الدول القريبة من مضيق باب المندب لما يعنيه من أهمية استراتيجية واقتصادية بالنسبة لحركة تجارة الكيان الصهيوني اللقيط المؤقت مع دول الشرق الأقصى وجنوب أفريقيا. وهو ما يفسِّر مركزية إثيوبيا وأهمية دول القرن الأفريقي بصفة عامَّة في سياسة “شدِّ الأطراف”.