ليست المرة الأولى… والغرض مشروع استيطا
إعلام_العدو: تمكن عدد من الشباب “الإسرائيليين” من اختراق السياج الحدودي في مرتفعات #الجولان والعبور إلى الأراضي السورية. وقد ألقت قوات الجيش “الإسرائيلي” القبض عليهم
بعد تسللهم مجدداً إلى سورية … من هم مستوطنو “روّاد الباشان”؟
شهدت الحدود السورية الفلسطينية المحتلة، الاثنين، حادثة تسلل جديدة للمستوطنين إلى الأراضي السورية، في ثاني خرق من نوعه خلال أقل من 24 ساعة.
وأعلن جيش الاحتلال، في بيان مقتضب، تلقيه بلاغا حول عبور عدد من المستوطنين الحدود من منطقة هضبة الجولان المحتلة باتجاه سوريا، مشيرا إلى أن قواته تحركت سريعا إلى المكان، وأعادت المتسللين إلى داخل الأراضي المحتلة.
وتحتل “إسرائيل” معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، واستغلت التطورات السياسية التي أعقبت الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر عام 2024 لتوسيع سيطرتها واحتلال المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية.
وبحسب هيئة البث العبرية الرسمية، فإن سبعة أو ثمانية مستوطنين ينتمون إلى حركة تُعرف باسم “رواد الباشان” تمكنوا من عبور الحدود، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال التابعة للفرقة 210 وتعيدهم في اللحظات الأخيرة.
وأوضحت الهيئة أن المجموعة نفسها حاولت، مساء اليوم السابق، التسلل إلى سوريا، حيث اعتقلهم الجيش وسلمهم للشرطة التي أفرجت عنهم ليلا، قبل أن يعاودوا المحاولة مجددا في اليوم التالي ويدخلوا الأراضي السورية.
وسبق لحركة “رواد الباشان” أن نفذت محاولات مشابهة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تنشط في الدعوة لإقامة مستوطنة “إسرائيلية” داخل الأراضي السورية.
من هم “روّاد الباشان”؟
تُعدّ حركة “روّاد الباشان” (حالوتسي هاباشان باللفظ العبري) إحدى الحركات الاستيطانية اليمينية التي برزت حديثا في المشهد “الإسرائيلي”، وتتبنى مشروعا علنيا يدعو إلى التوسع الاستيطاني داخل الأراضي السورية، انطلاقا من هضبة الجولان المحتلة.
وتستند الحركة في خطابها إلى روايات دينية توراتية تزعم “حقا تاريخيا” لليهود في منطقة تُطلق عليها اسم “أرض الباشان”.
الخلفية التاريخية والدينية للمسمّى
يستمد اسم “باشان” جذوره من التوراة، حيث يُستخدم للدلالة على أرض خصبة ورد ذكرها عشرات المرات في النصوص الدينية اليهودية، وتشمل جغرافيا هضبة الجولان، حوران، واللجاة.
وتوظّف الحركة هذا الموروث الديني لإضفاء شرعية أيديولوجية على مشروعها الاستيطاني، في إطار خطاب قومي–ديني يربط الجغرافيا المعاصرة بما يُسمّى “أرض إسرائيل التوراتية”.
وبحسب ما أوردته صحيفة هآرتس العبرية، تأسست حركة “روّاد الباشان” في أبريل/نيسان 2025، ومنذ ذلك الحين نفّذ أعضاؤها عدة محاولات منظمة لاختراق الحدود مع سوريا، شاركت فيها أحيانا عائلات كاملة وأطفال، في خطوة تُعد تمهيدا عمليا لإقامة مستوطنات دائمة داخل الأراضي السورية المحتلة أو المستهدفة.
الأيديولوجيا والأهداف
تتبنى الحركة أيديولوجيا دينية قومية متطرفة، ترى في الجولان بوابةً للتوسع جنوبا وشرقا داخل سوريا، وتعتبر السيطرة الفعلية على جنوب سوريا جزءًا من متطلبات ما يُسمّى “الأمن الإسرائيلي” ومشروع “إسرائيل الكبرى”.
وتهدف في مرحلتها الأولى إلى إنشاء تجمعات استيطانية خلف حدود الجولان المحتل، بما يفرض وقائع جديدة على الأرض.
ورغم عدم إعلان حكومة نتنياهو رسميا تبنّي مشروع الحركة، فإن الخطاب العسكري والسياسي “الإسرائيلي” شهد في الفترة الأخيرة توظيفًا لرمزية “الباشان”، كان أبرزها إطلاق اسم “سهم باشان” على عمليات عسكرية داخل سوريا.
وبحسب التقارير، تعتمد الحركة أساليب شبه عسكرية في التسلل إلى الأراضي السورية، مستغلة حالة الاضطراب الأمني التي تعيشها سوريا بعد سقوط النظام السابق. وتشمل هذه الأساليب قطع السياج الحدودي، استخدام مركبات دفع رباعي، التوغل لمسافات داخل الأراضي السورية، وبث التحركات مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لصناعة “مشهد سيادي” ميداني.
