أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجزائر يوم السبت 13 ديسمبر الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقتها بحفلٍ وطني سياسي شهد حضوراً لافتاً من أحزاب وقوى فلسطينية وعربية وجزائرية وشخصيات وطنية هامة.
افتُتِح الحفل من الرفيق سعيد عيسى الذي دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً للشهداء ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني والجزائري، ثم ألقى الرفيق نادر القيسي، الممثل السياسي للجبهة الشعبية بالجزائر، كلمة الجبهة المركزية، التي أكدت على ثوابت المقاومة، وضرورة الوحدة الوطنية في ظل ما يواجهه الشعب الفلسطيني من عدوان متصاعد.
تناول القيسي في كلمته الإرث الطويل للجبهة منذ إعلان انطلاقتها كقوة ثورية يسارية تنادي بالتحرر الوطني والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن الجبهة ظلت متمسكة بثوابتها الأربعة رغم ما شهدته الساحة الفلسطينية من تحولات قاسية، وهي: مقاومة الاحتلال، رفض مشاريع التصفية، تعزيز الوحدة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني دون تنازل أو مساومة.
وأشار الممثل السياسي إلى أن الذكرى الـ 58 تحل وشعبنا يخوض “واحدة من أقسى مراحل المواجهة في غزة والضفة”، مجدداً التأكيد على أن المواجهة مع الاحتلال “لا يمكن أن تُحسم إلا عبر استراتيجية موحدة ومقاومة شاملة، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية ومشاركة حقيقية”.
وعرض القيسي في كلمته ثوابت محورية للجبهة تحدد مسار العمل الوطني للمرحلة الراهنة، ومن أهمها التأكيد على أن مقاومة الاحتلال بجميع أشكالها المشروعة هي حق أصيل وخيار وطني لا بديل عنه، وأن استمرار الاشتباك الميداني هو الطريق لتثبيت حق اللاجئين في العودة، والدعوة للإسراع في تشكيل إدارة وطنية مهنية مؤقتة في قطاع غزة من شخصيات مستقلة وكفؤة من أبناء القطاع، مع الرفض القاطع لأي ترتيبات تعيد إنتاج الاحتلال أو تمس حق شعبنا في تقرير مصيره، والتشديد على أن سلاح المقاومة شأن وطني مرتبط بالتوافق على الاستراتيجية الوطنية، ولا يخضع لأي اشتراطات من الاحتلال. كما أكدت أن أي وجود دولي، إن وجد، يجب أن يقتصر على خطوط التماس دون التدخل في الشأن الداخلي.
كما أكد القيسي على أولوية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني عبر حوار وطني شامل لإعادة بناء النظام السياسي ومؤسساته، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس ديمقراطية وشراكة حقيقية.
وحَملّ القيسي الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة، والمطالبة بالضغط الجاد لوقف العدوان وإنهاء الحصار، وفتح المعابر كافة، وخصوصاً معبر رفح، مشدداً على أن حق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية، وأن قضية الأسرى في صميم الصراع، وأن معركة تحريرهم التزام وطني ثابت.
واختتمت الجبهة كلمتها بتجديد العهد للشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين ولكل جماهير الشعب، بأن تبقى الجبهة وفية لدماء الشهداء، منحازة للكادحين، ثابتة على خيار المقاومة، وماضية في معركة التحرير والعودة وبناء فلسطين الحرة المستقلة، مهما بلغت التضحيات وتعاظمت التحديات.
كما شهد الحفل عدة كلمات من الحضور، حيث أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر في كلمته على عمق العلاقة التاريخية التي تجمع بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و جبهة البوليساريو. و اكد الرفيق محمد الحمامي ممثل الجبهة الديموقراطية في الجزائر في كلمته باسم الفصائل على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، و تحدث الأستاذ احمد لعروسي رئيس حزب الوسيط السياسي في كلمته عن ان القضية الفلسطينية ليست ملف عابر في اجندة العلاقات الدولية، بل هي قضية عدل و ثورة شعب ضد الاستعمار، و اكد الدكتور لخضر امقران الأمين العام لحزب جيل جديد في مداخلته على موقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية ، و هو ما أشار له أيضا الأستاذ العياشي رئيس لجنة التضامن الصحراوي الجزائري.
كما شهد التجمع حضور كل من الأستاذة مفيدة بن عزوز عضو المكتب السياسي، والأستاذ احمد جعدي عن حزب طلائع الحريات، والناشط السياسي الأستاذ سمير بن عربي. كما سطر الحضور في سجل التشريفات كلمات تهنئ الجبهة بذكرى الانطلاقة، وتؤكد على وقوفهم بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته.



