فاطمة الزهراء: قدوة خالدة.
أسماء الجرادي
تتجلى عظمة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كالشمس في رابعة النهار، لا تغيب عن الوجدان، ولا تخبو في ذاكرة الأزمان. لم تكن مجرد ابنة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، إنما هي بوصلةً تعيد المسار إلى وجهته الصحيحة، ورمزًا خالدًا للإيمان، والكرامة، والصبر، والعمل، والتربية. صنعت رجالًا أبطالًا، وجسّدت أسمى معاني القيادة النسائية في الإسلام.
١. فاطمة الزهراء: نموذج متكامل للمرأة المسلمة
جسّدت الزهراء (عليها السلام) قيم العدالة والتمسك بالدين في أبهى صورها. وفي زمننا المعاصر، حيث تتعرض المرأة المسلمة لضغوط فكرية وثقافية متزايدة، تاتي الحاجة إلى استحضار سيرة سيدة النساء كشخصية تاريخية ،ومنارة حية في كل زمان ومكان.
٢. ملامح من شخصيتها
تميّزت شخصية الزهراء (عليها السلام) بالايمان والكرم والإيثار وقوة الإرادة والعزيمة، فكانت شريكة في الدعوة، وسندًا لرسالة الإسلام، ومثالا للمرأة الواعية المنخرطة في قضايا مجتمعها. فكانت حاضرة في المجال العام، تناقش، وتفكر، وتشارك، وتُبدي رأيها بحكمة ووعي. كانت بجانب والدها حبيب الله النبي محمد صل الله عليه واله وسلم، تواسيه وتؤنسه، وتشاركه همّ الرسالة، مما يعكس عمق انشغالها بالشأن العام ورؤيتها الثاقبة التي تجاوزت حدود البيت.
اليوم ونحن نعيش في عالم تتداخل فيه المفاهيم، وتُروّج فيه نماذج غربية تتعارض مع هوية المرأة المسلمة، تاتي الدروس والكلمات عن هذة المراءة العظيمة كصوتٍ نقي يدعو للثبات على القيم، والتمييز بين الزائل والباقي، بين السطحي والجوهري بين الحق والباطل وبين الدنيا والاخرة.
٣. رسالة للمرأة المسلمة المعاصرة. حيث
تواجه المرأة المسلمة اليوم تحديات غير مسبوقة، من ضغوط اجتماعية إلى محاولات طمس الهوية. فتاتي القدوة الزهراء (عليها السلام) كمثال للمرأة القوية، المتوازنة، المربية، الشريكة، والقائدة. استطاعت أن تربي الحسن والحسين (عليهما السلام) ليكونا سيدا شباب اهل الجنة، وأن تكون نموذجًا للمرأة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الإيمان والعلم، بين العائلة والمجتمع.
٤. استلهام السيرة في بناء المستقبل
إن سيدة نساء أهل الجنة(الزهراء) قدمت رسالة واضحة انه: يمكن للمرأة أن تكون فاعلة في مجتمعها وبيتها دون أن تتخلى عن قيمها. من خلال التمسك بالإيمان، وحب المعرفة، والاهتمام بالأسرة، تستطيع المرأة أن تصنع أجيالًا مؤمنة قادرة على مواجهة تحديات العصر، وأن تساهم في نهضة الأمة واستقلالها.
في ذكرى ولادة هذه الجوهرة النبوية، قرّة عين أبيها وريحانته، وسيدة نساء العالمين، على كل امرأة مسلمة أن تتأمل في سيرتها، وتستلهم منها دروسًا في القيادة، والكرامة، والوعي. فالسير على خطى الزهراء (عليها السلام) هو النجاح الحقيقي وهو استثمار في الحاضر وبناء للمستقبل.
إن جعل القيم الإسلامية الأصيلة مركزًا لحياتنا، مستلهمين من سيرة الزهراء (عليها السلام)، هو السبيل لتعزيز مكانة المرأة، واستعادة دورها الريادي الذي وضعه لها الإسلام. إنها دعوة للنهوض بالوعي والعمل، ولتكون كل امرأة مسلمة امتدادًا لفاطمة، في قوة إيمانها وثباتها و فكرها، وسلوكها، ورسالتها.
