مجيدة عبداللطيف جاسر
قال تعالى: _”وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”_ (آل عمران: 169).
اليوم نحتفل بميلاد رمز من رموز المقاومة، قائد جسور، وشهيد حي في قلوب الملايين: السيد حسن نصر الله.
في عصر تآمرت فيه القوى الظالمة على الأمة، أشرق ميلاده كمنارة هدى، ليؤكد أن الحق لا يموت، وأن المقاومة هي الطريق لتحرير الأرض والكرامةالسيد حسن نصر الله لم يكن مجرد قائد عسكري أو سياسي، بل كان روحًا ملهمة، ومثالًا يحتذى في الصمود والتضحية. حمل مشعل المقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني، ورفع راية “المقاومة هي الحل” ليس فقط في لبنان، بل في كل أرجاء العالم الإسلامي.
ميلاده كان ميلاد ثورة، وكل يوم عاشه كان انتصارًا جديدًا للأمةفي ظل حصار الأعداء وتكالبهم، كان السيد نصر الله كالصخرة التي تتحطم عليها موجات الباطل. جمع بين الحكمة والشجاعة، بين الإيمان والعمل، فكان قائدًا للمجاهدين، وأبًا للشهداء، وحصنًا للأحراراليوم، ونحن نحتفل بذكرى ميلاده، نتذكر أنه حي في قلوبنا، حي في مقاومته، حي في أهدافه التي لم ولن تموت.
هو درس عملي على أن “الاستشهاد” ليس نهاية، بل بداية حياة أبدية، وأن “المقاومة” ليست خيارًا، بل واجب الأوفياء
فلنرفع العهد مع الله، ولنحمل مشعل المقاومة كما حمله السيد نصر الله، ولنكن من الذين قال فيهم ربنا: _”إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”_ (التوبة: 111)
عاشت ذكرى ميلاد السيد حسن نصر الله، وعاش لبنان حرًا مقاومًا، وعاشت الأمة الإسلامية مجاهدة منصورة.
