منظومة السيطرة
حنان عوضه
إن الأنسان بأمتلاكه للعقل قد مُنح أكبر أمتياز الاهي من بين المخلوقات ، حيث أن العقل البشري بشقية الجسدي والحسي منظومة راقية في التحكم الكامل في طرق الأداء من أفعال وأقوال وأفكار ورغبات .
وقد تفضل الخالق عزوجل على الإنسان بعد تكريمة بالعقل بأرسال الرسل والأنبياء والكتب السماوية كادليل ومنهاج سير ، لأختيار وإنتقاء الطرق والأعمال التي ترسوا بالأنسان على شواطئ الخير والسعادة والفلاح في الدنيا والأخرة.
لكن سنة الله في الخلق والإستخلاف الكوني للأرض مثلما وجد الأنبياء والصالحين وجدت الشياطين الهادفة الى هلاك البشرية .
تعددت الأساليب الشيطانية وتتالت عبر القرون بقيادة انظمة وقوى مسيطرة على العالم ، تمكنت من بسط نفوذها على ثلثي العالم البشري وخيراتة وأوطانة.
مستمدة نفوذها وقوتها من خلال معرفة ودراسة لطبيعة العقل والنفس البشرية وتأثير رغباتة وشهواتة على افكارة.
وفي العصر الحالي تولدت منظومات مسيطرة ليس على الخيرات فحسب بل مسيطرة على الوعي ، فظهرت على شكل حروب ناعمة وحروب اعلامية وثقافية وهي في المسمى الحقيقي تسمى حروب الوعي.
والتي تديرها القوى الأستعمارية بقيادة ماسونية على الشعوب العربية والإسلامية.
انها حروب لاتدار بالأسلحة القمعية بقدر ماتدار بالأسلحة الذهنية والفكرية ، كالبرامج والمحتويات الترفيهية وقضايا الخلافات المجتمعية والجدالات الهامشية والترندات والإعجابات المتواصلة عبر وسا ئل التواصل الإجتماعي.
والهدف الكبير من حروب الوعي تشتيت الإنسان والشعوب والأمم عن التطلع عن التفكير عن الحفاظ على اوطانهم وخيراتهم ودينهم وعاداتهم وتقاليدهم.
فالإنسلاخ الممنهج عن الدين الذي شرعة الله لعبادة الذي يمثل عصب عزة الإنسان وفلاحة فيصبح الأنشغال المستمر بالتفاهات ليست أعمالاً استثنائية وهامشية بل هدفاً مبرمجاً تقودة منظومة السيطرة.
وقد قرأت في إحدى المقالات أن نظام الرأسمالية بخبرتها المستمدة عبر الزمن تعمل على تفريغ الوعي من جذورة وإعادة تعبئتة بقيم الإستهلاك وإشباع الغرائز والإنفعال اللحظوي.
فهي تحول الزمن إلى مطاردة لامتناهية للمحتوى العابر وتحول الثقافة إلى ترفية بلا ذاكرة وتحول القلق الإجتماعي حول قضاياة الكبرى والمصيرية إلى جدالات فارغة كامناقشة المسلمات.
وعندما ينتصر هذا النمط من حروب الوعي تصبح الشعوب والمجتمعات أكثر قابلية للألهاء وأقل قدرة على التركيز فيما يهدد وجودها وأوطانها وخيراتها ودينها وثقافتها.
وحين يفتقد الأنسان إلى الوعي الصحيح تدريجياً وعي العدالة بالقضية وعي التجذر في الأوطان وعي المعرفة الحقيقية بالمخاطر التي تدور حولة عدم وعي معرفة مصالحة وكيفية الحفاظ عليها.
يصبح حينها أكثر إستعداد لتقبل مايفرض علية من سيطرة القوى الأستعمارية دون ممانعة أو مقاومة.
فقد عرفت منظومة السيطرة كيف تشغل عقل الإنسان بما يضرة بل ويطلبها هو بكامل إرادتة عبر حرب ممنهجة ناعمة هدمت قيم وقدرات المجتمعات والشعوب في مواجهة الدمار المناط بها.
