رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت لدى حضورهما فعالية في قاعدة عسكرية بإسرائيل يوم 31 أكتوبر تشرين الأول 2024. تصوير: أمير كوهين - رويترز

بين نتنياهو والنيويورك تايمز 
التعليق السياسي – كتب ناصر قنديل
حديث الحرب القادمة يسيطر على قنوات التلفزة العمالة تحت العباءة الأمريكية، وعندما تستنفد مهل الحرب المفترضة في جبهة ينتقل الحديث عن الحرب الى جبهة جديدة، والسؤال الذي يواجه منظري الحرب القادمة هو، ما الذي تغير بين وقف إطلاق النار والآن لصالح اميركا واسرائيل للعودة إلى الحرب التي تم إيقافها دون وثيقة استسلام للعدو، من ايران الى اليمن الى غزة الى لبنان، خصوصا أن أي من أطراف المواجهة مع اميركا واسرائيل لم يسلم بالقاء سلاحه او بالاستعداد لذلك، ايران تعلن ان برنامجها الصاروخي خط أحمر واليمن فرض شروطه في وقف إطلاق النار وفي غزة ولبنان تؤكد لمقاومة ان السلاح وجد لإخراج الاحتلال ولا تنتهي وظيفته قبل تحقيق المهمة.
بعد أسابيع من الحديث عن حرب قادمة  على لبنان، وحرب لم تنتهي في غزة عاد الحديث عن حرب إسرائيلية على إيران كما تقول النيويورك تايمز التي نشرت نقلا عن عن “محللين ومسؤولين بالشرق الأوسط تحذيرهم من أن اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران لم يعد سوى مسألة وقت في ظلّ انهيار المفاوضات النووية وغياب الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني”.وأشارت الصحيفة إلى “تصاعد الاستعدادات العسكرية من الطرفين، ونقلت عن مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فائز قوله: “المصانع الصاروخية الإيرانية تعمل 24 ساعة يوميًا”.وأفاد مسؤولون إيرانيون بأن “إيران تستعد لإطلاق 2000 صاروخ دفعة واحدة” على إسرائيل في الحرب المقبلة، “لإغراق الدفاعات الإسرائيلية”، بعدما أطلقت 500 صاروخ فقط خلال حرب حزيران الماضي.
ما لم تتطرق اليه النيويورك تايمز هو أن لا قدرة لإسرائيل على التفكير بحرب على إيران دون اميركا، وأن اميركا لا تستطيع الذهاب الى حرب اضطرت إلى إيقافها دون الحصول على الاستسلام غير المشروط الذي طلبت الحصول عليه، لأنها أدركت استحالة تحمل حرب استنزاف مفتوحة مع إيران وفي الخليج خصوصا، فما الذي تغير؟
بنيامين نتنياهو من جهته يقول في الكنيست “أن إسرائيل سوف تفرض تطبيق اتفاقي  ​ وقف إطلاق النار​ في لبنان وقطاع غزة بالقوة”، متعهّدا التصدي “لكل من يريد إلحاق الضرر بنا”.وأوضح نتنياهو في كلمة أمام الكنيست، “نحن عازمون على فرض اتفاقات وقف إطلاق النار حيثما وجدت بيد من حديد، ضد من يسعون الى تدميرنا، ويمكنكم أن تروا ما يحدث يوميا في لبنان”.
الواضح أن نتنياهو هذه المرة تجنب الحديث عن نزع السلاح عبر الاتفاق وإلا سيقوم الجيش الاسرائيلي بفعل ذلك، مكتفيا بالحديث عن مواصلة الضربات!