مآلات التبعية الأمريكية.

هبـــــــة آل ســفيــان

لقد أمست المنطقة العربية اليوم مسرحاً لـملحمة صراعات دامية. وساحة تستعر فيها نيران النزاعات التي تنذر باندلاع حرب ضروس لا تعرف لها نهاية.

إنها حرب تهدد بتمزيق أمة بأكملها وتجريدها من هويتها ووحدتها.
لقد تحول عالمنا العربي” للأسف الشديد” إلى مجرد مذبح للاستباحة تدار فصوله بأيادً غربية خفية ومن خلفها تتسابق أنظمة عربية غارقة في مستنقع الخنوع والارتهان ، أنظمة قبلت أن تكون مجرد أدوات طيعة في قبضة الهيمنة.

إن الكوارث التي تضرب أركان البلدان من اليمن السعيد إلى سوريا الجريحة مروراً بـالسودان الممزق ليست سوى حصاد مرير لمؤامرة شيطانية كبرى إنها بصمات الشيطان الأكبر المتمثل في أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب. لقد استخدموا أخبث الأساليب وأكثرها مكرًا حيث عملوا على تحويل الصراع الخارجي إلى نزاعات داخلية مقنعة.
موهمين العالم بأنهم بعيدون عن ساحة الوغى “ليس لهم في الحرب ناقة ولا جمل”.
لقد سارع هذا المحور الشيطاني إلى زرع أدواته وأياديه القذرة في حضن الأمة.
متمثلة في أنظمة عربية وهابية دأبت على تفتيت الشعوب وتمزيق نسيجها الاجتماعي بدعم مالي وإعلامي وسياسي ضخم تحت غطاءات واهية.

فـالإمارات و السعودية أصبحتا اليوم رأس الفتنة في تأجيج هذه الحروب ودعم الأطراف المتصارعة لإغراق الشعوب في دوامة الإرهاق والإنهاك
لتستتب بذلك سيطرة أمريكا المطلقة وهيمنتها على مقدرات الأمة بأسرها.

لقد ارتطمت الأهداف الرعناء عند جبهات اليمن العزيز بصخرة من الايمان والعزيمة التي لا تقهر.
واجهت هذه المؤامرات المدمرة بقوة عقائدية متجذرة.
مستمدة من التمسك الوثيق بالثقلين” “كتاب الله وعترته آل البيت ” ومروية بـفيض من التضحيات العظيمة.
لقد قدم الشهداء الأبطال أرواحهم الطاهرة قرابين للحرية والعزة والكرامة الإيمانية.

لقد مثلت اليمن بقيادتها الثورية الحكيمة والمبصرة المتمثلة في السيد القائد /عبدالملك الحوثي”يحفظه الله” جبهة وعي راسخة وقوة ردع مهيبة في وجه قوى الشر العالمية سعت بجد لكسر هيبة الهيمنة وفضح زيفها.
وفي خضم حرب الإبادة الهمجية التي شنها العدو الصهيوني على غزة الصامدة لم يكتفي اليمن بـالمشاهدة بل تحول إلى القلعة المنيعة والدرع المساند وإلا جبهة عمليات فاعلة وحصن رادع في مواجهة اليهود ومن والاهم.

عاش اليمن حراً شامخاً وعنواناً للعزة والكرامة ودرعاً واقياً للأمة على مدى السنين والأعوام.