كَتَبَ إسماعيل النجار،
الملف الاستخباري لأدوات ودوائر المؤامرة الصهيوأميركية، كيف تُدار الحملة ضد حزب الله عملياً وكم يبلغ حجم التمويل؟
ما هي الأدوات التي يستخدمها الأعداء لإضعاف البيئة وتمكين خرقها؟.
كَتَبَ إسماعيل النجار،
.{ بدايةً لا يمكن فهم المشهد اللبناني الحالي دون العودة إلى آليات العمل الاستخباري التي تستخدمها دول وإدارات خارجية وإقليمية لتهجير النفوذ وتفكيك بنيان حزب الله السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
.{هذه الآليات تتداخل وتتكامل وتضمّ أدوات مفتوحة، دبلوماسية، ضغط مالي، مساعدات مشروطة، مع عمليات سرية ضربات جوية مستهدفة، عمليات سيبرانية، شبكات تمويل سرية، حملات إعلامية ومنصات ضغط داخلية.
تفاصيل وتوثيق حديث يوضح بعض هذه الأدوات.
.{الضغوط المالية والعقوبات واحدة من أهم الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة التي تُوظف النظام المالي كسلاح فتاك ضد أعدائها. أيضاً فرض عقوبات على شبكة من الوسطاء ومحافظي الأموال وكيانات تحويل عملات وفُرَص تجارية تُستخدم لتحويل أموال لإعادة بناء قدرات الحزب أو دفع نفقات لوجستية. هذه الإجراءات لا تقتصر على قيادات مباشرة دائمًا بل تستهدف سلاسل الدعم الاقتصادي حول الحزب لشلّ سيولة أدواره المحلية. لتأكيد ذلك انظر إعلان وزارة الخزانة الأميركية عن عقوبات ضد وسطاء واستغلال اقتصاد تبديل العملات في لبنان.
.{العمل العسكري المُباشر والاغتيالات الدقيقة التي تقوم بها إسرائيل تستكمل سياسة الضربات المستهدفة للأفراد والكيانات داخل وخارج لبنان، والتي تتنوَّع بين غارات جوية واختراقات أمنية لقواعد لوجستية واغتيال قيادات أو عناصر تصفّهم تل أبيب بالمهدّدين لأمنها.
.{أمثلة حديثة على هجمات جوية استهدفت قيادات ومقاتلين أظهرت حجم الإصرار الصهيوني على توجيه ضربات محددة لترك أثر نفسي وسياسي كبير داخل المجتمع اللبناني.
.{هذه العمليات غالبًا ما تُنسّق استخباراتياً مع معلومات استقائية تُجمَع عبر وسائط مختلفة.
.{السيبرانية إحدى وسائلها والتخريب التقني، وثمة تزايد موثق في هجمات إلكترونية واستغلال أجهزة اتصال ميدانية ضد شبكات المقاومة، تتراوح من تعطيل أجهزة اتصال إلى هجمات أوسع على بنى معلوماتية. وهناك تقارير تحليلية تناولت عمليات إسرائيلية سيبرانية استهدفت معدات اتصال ووسائل تنسيق داخلية، ما يؤدي إلى إرباكٍ لوجستي وأمني لدى الطرف الآخر.
.{هذا النوع من الحرب “الصامتة” تؤمن إسرائيل أنه ينجح في تقليل قدرة الحزب على التحكم بالميدان دون إعلان حرب تقليدية.
.{ الوسيلة الرابعه هي الضغط الدبلوماسي والإنساني كغطاء سياسي أُوكِلَت مهمته إلى بعض الدول الأوروبية (باريس مثالاً) وهناك مساهمات خليجية تطرح مداخل “دعم الشعب اللبناني” و“إصلاح المؤسسات” لكن شروط الدعم غالبًا ما ترتبط بمتطلبات سياسية مثل دفع ملفات نزع السلاح أو تحجيم دور الجماعات المسلحة كشرط لاستئناف المساعدات الدولية. هذا التكتيك يُستخدم لكسب شرعية داخلية وإقليمية لتغييرات هيكلية قد تضعف نفوذ المقاومة. ومن يريد أن يعرف أكثر عليه أن يراحع ملفات مؤتمر باريس ومواقف فرنسا الإقليمية.
.{خامساً،، تجنيد وتحريك شبكات محلية
على المستوى الداخلي، حيث تعمل أجهزة استخبارية خارجية مباشرة أو عبر وسطاء إقليميين على بناء ودعم شبكات سياسية وحزبية ومجتمعية في لبنان تروج لخطابات “الحياد” و“الإصلاح” وتمدّ بدعم مادي وإعلامي لأطراف معينة داخل الدولة. الهدف استبدال موازين القوى السياسية بعيدًا عن خيار المقاومة كسلاح وتقليص قدرتها على المناورة داخل المؤسسات. وهناك تقارير أكاديمية وسياسية سجلت حركات إعادة تواصل خليجية وفرنسية مع أطراف لبنانية بشروط إصلاحية واضحة.
.{المشهد الاستخباري المُوجَّه ضد حزب الله يجمع بين استنزاف اقتصادي عبر العقوبات، وضربات عسكرية وسيبرانية لتقويض البُنى التشغيلية، وعمليات سياسية ودبلوماسية تهدف إلى خلق بيئة داخلية مُهيّأة لتقليص دور الحزب. هذا المزيج إن لم يواجه بتنسيق محكم وواضح داخل محور المقاومة ومقاربة سياسية واقتصادية بديلة تكون قادرة على إحداث تغيير استراتيجي في المشهد اللبناني خلال فترات زمنية قصيرة ومتوسطة فإن التآكل الداخلي في السلسلة التنظيمية للمقاومة سيزداد وينتهي الأمر بإضعاف الخيار والقرار المقاوم.
بيروت في،، 9/11/2025
