الصمت القاتل
الوطن حق أم واجب؟
دعوني أبدأ بنفسي…
في مراحل عمري كنت أجلس مع بعض الأصدقاء، يقولون لي: “أنتم السوريون تحبون الأرض كثيرًا وأوفياء للوطن.”
القصد أننا عروبيون.
كنت أهز رأسي وأقول شكرًا، دون أن أفهم ماذا يقصد، وأكملت مراحل عمري بين ربوع الوطن أضحك وألعب وأسهر وأتمشى… وأنجح وأشرب وآكل من خيرات الوطن.
لكن فجأة، دون أي إنذار من أحد، سمعت أحد الأصدقاء يقول: “نحن الشعب السوري خائن.”
لكن هذه المرة، يا أصدقاء، غضبت جدًا جدًا وأحرقت قلبي كلماته… هززت رأسي مجددًا، لكن هذه المرة فهمت معاني الخيانة ولم أقبل بها. لكن للإنصاف، صمتت…
ولكن بدأت أسأل روحي ونفسي، وراجعت كل أيامي وسألت نفسي سؤالًا بسيطًا: “أنا ماذا قدمت للوطن؟”
ونحن، ماذا قدمنا للوطن كأبنائه؟
انصدمت… لا شيء…
لقد اعتقدنا أن الوطن بخير، وأن الوطن له حراسه، وأنه ليس من شأننا.
لم نسأل يومًا إذا كانت سورية بخير أو أنها تعاني.
لم نعرف يومًا شيئًا عن شعبنا وأبناء الوطن
لم نبحث يومًا عما قدمه الجيش لنا
لم نكن نعرف أن الرئيس متعب أو أنه بخير
لكن كل الذي نعرفه، أننا كنا نحبهم، ولكن بصمت.
الشيء المؤلم… أننا لم نكن يومًا عروبيين، ولكننا لسنا خونة.
نعم، لم نكتب شيئًا في السابق…
شيئًا عن الوطن أو جنوده، لم نمارس حقنا، بأننا مواطنون سوريون.
نعم، لم نقدم شيئًا من حق الوطن علينا.
كان يجب علينا أن نكتب عن الوطن
كان يجب أن نكون إلى جانب الوطن
كان يجب أن نكون بجانب جيشنا
كان يجب علينا أن نكتب أشياء جميلة عن الانتماء وعن الأرض والوطن
كان يجب أن نزرع الحب بين الأبناء
كان يجب أن نجعل الضوء أكثر عن العدو الحقيقي للوطن
كان حقًا علينا أن نساند الوطن.
سامحنا أيها الوطن…
فليشهد الله علينا أننا تعلمنا وأيقنا
نعدكم بأن نعيش كل يوم مع الوطن وأخباره
وأن نعطي الوطن حقه
وأن نكون دائمًا إلى جانبه
حصنًا منيعًا
ونعلم الأجيال والأبناء معاني الانتماء
ومعنى الانتماء الحقيقي
وأن الوطن أغلى ما نملك
وأن الوطن بحاجة دائمًا إلى أبنائه
وأن للوطن حق عليك
وأن حب الوطن حق وليس واجبًا.
ريتا علي _ سورية