عدو يملك القوة وعالم متغير ومقاومة صامدة..ونبارك لهؤلاء!!

من المتعارف عليه أن الإمبريالية الرأسمالية الأمريكية تملك قوة اقتصادية وعسكرية هائلة، وهذا يجعلها تهيمن على العالم منذ عقود، حيث خدمت هذه القوة الهائلة فكرها التوسعي وجعلت العالم يعيش تحت سقف القطب الواحد.

لكن العديد من المحللين أصبحوا يشككون منذ عقد على الأقل بأن العالم يحكمه قطب واحد، وهم محقون في هذا، وكيف لا؟ ولا أحد ينكر صعود الدب الروسي والتنين الصيني.

لكن هل تحول العالم إلى قطبين مفيد لشعوب منطقتنا؟ وهل هذا يأتي بمصلحتنا بشكل كبير كما يروج العديد من المتفائلين؟ ألم يكن الموقف الروسي والصيني مخيباً للآمال على الأقل بالنسبة للذين بالغوا برهانهم؟

لقد أجاب شهيد الأمة العربية والإسلامية سماحة السيد حسن نصر الله على هذه الأسئلة بإحدى خطاباته الأخيرة التي ألقاها خلال الطوفان عندما قال: “هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك، الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان، فإن كنت قوياً فرضت احترامك على العالم”.

لا يخفى على أحد أن عدونا قوي، فهذا ليس جديداً، لكن الجديد هو التطور الكبير الذي شهدته حركات المقاومة المناهضة لهذا المشروع في منطقتنا التي لم تستسلم وتعلم أن المعركة لم تنته بعد، وليس لها خيار آخر غير المقاومة، فإذا كانت المقاومة تهوراً ومخاطرة كما يقول المنبطحون، فالاستسلام  انتحار، وكيف لا يكون انتحاراً؟ ونحن نواجه عدواً تعتبر إبادتنا مسألة جوهرية في صميم الأيديولوجيا التي ينحدر منها.

باتت تشكل القوى المناهضة للإمبريالية، إن كانت في منطقتنا أو في أمريكا اللاتينية أو العالم، الخطر الأكبر على هذه الإمبريالية وأكبر دليل أنها تدافع عن مشروعه بكل وحشية،لشعورها بالخطر الكبير.

سيقول لي شخص: “أتبالغ؟ وماذا عن الصيني والروسي؟ أليسا الخطر الأكبر؟” الإجابة: لا، لأن الصيني والروسي يتعاملان مع الأمر ببراغماتية، أما القوى المناهضة جذرية في عدائها لإيمانها العميق أنه لن يحل السلام في العالم إلا عندما يُكسَر أنف الإمبريالية على يد الشعوب، وتُكرَّس كل الجهود في سبيل ذلك، وها نحن نشهد محور مقاومة يتشكل في عالم الجنوب الأمريكي.

أعذروني إن كان هذا يعتبر خروجاً عن موضوع المقال في المعايير المنهجية، لأنني سأستغل هذه الفرصة لأبارك لـ “هيئة تحرير الشام” رفع تصنيف الإرهاب عنها في بريطانيا، ونتمنى التوفيق لداعش والنصرة في ذلك عما قريب… تباً لهم مترجمة للعربية!

أبو الأمير_القدس