لم يكن الذين كفروا بالمقاومة الفلسطينية أو اتهموها بالضعف أمام جبروت إسرائيل وعولمة أمريكا أوقذفوها بالإرهاب والتطرف يدركون مدى القوة العسكرية والأمنية والسياسية والدينية لدى المقاومة،ذلك أنهم استخدموا المفاهيم العسكرية والحربية الجافة، ووظفوا القوى والأسلحة المدمرة التي يقفتأثيرها أمام قلب شرس ملؤه الإيمان.. يركب الدبابة فيفجر من فيها، متجاوزا بذلك قوى رجالات العالمالذين سطرهم التاريخ في صفحاته، فلا هتلر يوقفه ولا ترمب يزحزحه عن موقفه الثابت ثبات جرزيموعيبال، رافعا شعار قادته: لن ينتزعوا منا المواقف.
إن لكلِّ قويٍّ نقطةُ ضعف، ولكل ضعيف نقطة قوة، فالكيان –ومن معه– لديهم نقطة ضعف ماثلةٌ فيالرعب المنتشر في أجسادهم وأحلامهم وقلوبهم –رغم بطشهم وسلاحهم وتقنياتهم وعتادهم؛
أمَّا المقاومة الفلسطينية فهي –بضعفها– منتصرة بصبرها وتشبثها بأرضها ومِن قبلُ بدينها وعقيدتها،تلك الأيديولوجية الدينية الصُّلبة التي يتمتع بها قادةُ المقاومةِ وجندُها على حدٍّ سواء؛ فالقلب الممتلئبالعقيدة صعب أن ينكسرَ في ساحات الوغى ومعارك القتال –وإن أصابها شيء من الخوف والجوع أونقص من الأنفس والثمرات، أو زلزلزلوا زلزالا شديدا.
طوفان السابع من أكتوبر كان دليلًا دامغًا على التالي:
- أن المقاومة الفلسطينية نمت وزاد نماؤها بعد اغتيال القادة والمؤسسين طيلة مسيرتها ولا مجالللانكسار.
- أن المقاومة الفلسطينية غير مخترقة أمنيا أو سياسيا أو عسكريا، بل متحدية أجهزة الاستخباراتالعالمية ومنها جيش الكيان الاستخباراتي
- أن المقاومة الفلسطينية ليست كحزب مكون من أشخاص عاديين منزوعي العقيدة والانتماء، أومنزرعون في بقعة جغرافية مجردة من الانتماء للوطن والوطنية.
- أن المقاومة الفلسطينية امتدادها يصل إلى آخر مولود في القطاع وجذورها تصل إلى صلاح الدينوعصر الخلفاء وسيرة الأنبياء.
- أن المقاومة الفلسطينية لا يضرها دكتاتوري أو متخاذل أو مفرط أو غادر.
- أن المقاومة الفلسطينية تقاتل من أجل الله ثم سبيل الله وصولا إلى جنات الله.
- أن المقاومة الفلسطينية من الممكن أن توقف طوفانا أكتوبريا جديدا وتسلم سلاحها– فقط– عندتحرير الأرض والعرض والإنسان!.
حمادة علوان