عامان بالتمام والكمال على انطلاقة طوفان الأقصى ,العملية البطولية الجريئة التي خطط لها ونفذها المقاومون الشجعان, أذهلت العدو ومن يسنده, لكن الاعراب المتصهينين, عارضوها, قللوا من قيمتها, أرادوا احباطها,وصفوها بالعملية الانتحارية وغير المدروسة ,ترى ماذا فعل هؤلاء واسلافهم خلال العقود الماضية لتحرير الارض ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني؟
قدم الحكام العرب للعدو كل شيء, تحت أضحوكة الارض مقابل السلام, مكتب مقاطعة الشركات المتعاملة مع الكيان الصهيوني تم قفله, بل وصل الامر بالعديد من الانظمة العربية الى التطبيع المجاني الكامل, وإقامة معابد الديانات السماوية في بقعة واحدة وتحت سقف واحد “الديانة الابراهيمية” ,ربما لم يقرؤوا بان من لم يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه, قد يكونوا تعلموها بالمدارس عندما كانوا صغارا بالمدارس, وعندما كبروا لم يعودوا مكترثين بفعل أي شيء, حتى وان كان مخالف للدين, كيف لا وقد اسقطوا من مناهج التعليم الاساسي ببلدانهم الآيات التي تتحدث عن الجهاد, ويشجعون على فعل الرذيلة بحجة المدنية والتحضّر.
يحجون الى البيت الابيض اكثر من مرة في العام وفق طلب الرب القابع في البيت الابيض,لم نقرا يوما ان هناك حكاما عربا, ارتموا كلية في احضان المستعمر رغم نيلهم الاستقلال الذي ولا شك انه مزيف, فهؤلاء لم يقاتلوا المستعمر لنيل الاستقلال بل منح لهم شكليا, لكنهم في واقع الامر هم محميات تدين بالولاء والطاعة لأمريكا والغرب الاستعماري, المؤكد ان اللوبي الصهيوني هو من يتحكم في سياسات امريكا.
يشتري الحكام مختلف انواع الاسلحة,ليس لاستعمالها لانهم وفق الواقع فانهم محميات ومسؤولية الحفاظ عنهم تقع على عاتق امريكا,قالها لهم ترامب وهو في عقر دارهم عليكم ان تدفعوا والا رفعنا عنكم الغطاء ولن تستطيعوا الاستمرار في الحكم سوى اسابيع معدودة ,أي نوع من الاحتقار والاذلال وصل بالحكام العرب؟ رغم فضائع غزة لم يقدموا على سحب السفراء لانهم يدركون جيدا انهم ليسوا اهلا لذلك, في مفاوضات وقف القتال في غزة يقفون الى جانب الصهاينة ويطلبون من المقاومين التنازل! حقا ان هؤلاء الحكام ليسوا عربا ولا تهمهم القضية الفلسطينية ,بل يسعون الى دفتها كما صرّح اكثر من مصدر صهيوني مسؤول بذلك.
تحز في النفس ان ترى قادة افريقيا وامريكا اللاتينية ينتقدون سياسات الصهاينة ويعتبرون امريكا شريكا فعليا في جرائم الابادة الجماعية بغزة ويقررون وقف التعامل مع الصهاينة بل طرد سفرائه بينما حكامنا ينحنون اجلالا وتعظيما للنتنياهو وفريق عمله الاجرامي باعتراف دولي. الشعوب الحرة في مختلف اصقاع الارض تشهد مسيرات تظامنية مع القطاع بينما شعوبنا العربية ممنوعة من التظاهر لأجل فلسطين بسبب وسائل القمع الحكومية.
المقاومون في غزة والضفة ضحوا بالغالي والنفيس, قدموا قادتهم وابنائهم, لتعمّد دمائهم ارض الوطن, بينما ابناء السلطة الفلسطينية يدرسون بأمريكا, والثمن هو حماية امن الصهاينة والوشاية بالمقاومين. لقد احبطت المقاومة حلم ترامب والخانعين العرب بترحيل الغزاويين واقامة منتج سياحي بالقطاع. مائة الف ويزيد بين قتيل وجريح كانت ثمن اعتراف الدول بان تكون للفلسطينيين دولة مستقلة وفق قرار التقسيم والمطالبة بمحاسبة المجرمين الصهاينة ومحاولة استصدار اوامر قبض بحقهم من قبل الجنائية الدولية لينالوا جزاءهم وليكونوا عبرة لغيرهم. طوفان الأقصى في ذكراه الثانية تحية للمقاومين والخلود للشهداء الميامين والخزي والعار للعملاء المنبطحين…وتبقى فلسطين حرة ابية.
ميلاد عمر المزوغي