ما بين وقف المحرقة والحفاظ على الثوابت تقف المقاومة الفلسطينية الآن!

شئنا أم أبينا، وإن كان منطقيًا أو بروباغندا، فقد دخل العالم بعد خطة ترامب في حالة أن غزة على مفترق طرق.

رحبت العديد من الدول، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ودول تعتبر نفسها صديقة للشعب الفلسطيني، بخطة ترامب رغم أنها مليئة بالأفخاخ ومخالفة للقانون الدولي، خاصة بما يتعلق بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ورغم أنها أيضًا واضحة جدًا بكل بند لصالح الكيان، ومبهمة جدًا بكل بند يقال إنه لصالح هذا الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة، والذي ما انتفض إلا لتقرير مصيره.

منذ إطلاق هذه الخطة من البيت الأبيض، لم يكف ترامب عن تهديد حماس من خلال تصريحاته المتعجرفة للضغط عليها من أجل الموافقة، وتهديدات ترامب تتمثل بالتوعد بارتكاب المزيد من المجازر بحق أطفال وسكان غزة الذين يمثلون اليد التي تؤلم المقاومة، وهذا باعتقادي يمثل أحقر عملية ابتزاز في التاريخ السياسي.
واستمرارًا لنهج ابتزاز الشعوب الذي تتبعه العنجهية الاستعلائية الأمريكية، أعلن البيت الأبيض مهددًا:
-“ترامب سيرسم “خطًا أحمر” لرد حماس على خطته بشأن غزة.
-نأمل ونتوقع موافقة حماس على خطة ترامب بشأن غزة.
-“ترمب وفريقه عملا دون كلل من أجل وضع خطة السلام في غزة.”

منذ اليوم الأول لبدء حرب الإبادة، لم تفوّت المقاومة فرصة لوقف المجازر من خلال الوساطات الدبلوماسية، وتستمر دائما بالإعلان في كل بياناتها عن أن وقف الإبادة من رأس أولوياتها، وكونها معنية جدًا بوقف الإبادة لن تُقدم على أية خطوة ظاهرها يوقف الإبادة وباطنها تقديم تنازلات سياسية جسيمة دون أن توصل شعب غزة إلى بر الأمان.

ودعونا نفرض جدلاً أن جاءت خطة ترامب بأكملها لصالح الشعب الفلسطيني، فمن سيكون الضامن لها إن وافقت المقاومة الفلسطينية عليها؟ هل سيكون الضامن هو الأمريكي أم كرم أخلاق نتنياهو؟

أي خطة يتم بها إقصاء المقاومة من المشهد من الممكن أن توقف المجازر، لكن في فترة تبادل الأسرى فقط، وبعد أن يتم إخراج المقاومة من غزة حسب ما يرسمه ترامب، لن ينجو الشعب الفلسطيني من إرهاب عدو يسعى لما يسمى مشروع “إسرائيل الكبرى”، بعد أن حقق خطوة كبيرة في تحقيق ذلك من خلال إقصاء المقاومة.

لا تكترث المقاومة للعملاء والأبواق المأجورة والصفحات العميلة الصفراء الذين سيهاجمونها في حالة وافقت أو لم توافق على خطة ترامب، وما يهمها هو نجاة الشعب الفلسطيني، وبالمقابل تضع نصب عينيها الأمانة التي حملها إياها الشهداء على طريق القدس.

كلنا ثقة بالمقاومة الفلسطينية وبحركة حماس الناطقة باسمها، أنها رغم تعقيدات المشهد ستختار الأفضل للشعب الفلسطيني ولقضيته الأولى في العالم.
أبو الأمير – القدس