وفاءً منها للشهداء على طريق القدس وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى على استشهاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الشهيد نضال عبد العال وعضو اللجنة المركزية القائد الشهيد عماد عودة والمقاتل الشهيد عبد الرحمن عبد العال، زارت قيادة الجبهة في لبنان ومنطقة نهر البارد عوائل الشهداء ناقلين لهم تحيات الأمين العام ونائبه وقيادة الجبهة ومن ثم أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المناسبة بمسيرة رمزية انطلقت من مكتب الجبهة الشعبية في مخيم نهر البارد، وذلك عصر يوم الثلاثاء الموافق في ٣٠ ايلول ٢٠٢٥ بمشاركة قيادة الجبهة الشعبية في لبنان وقيادة وكوادر الجبهة في منطقة نهر البارد وعوائل الشهداء وحشد من الرفاق، تقدمها حملة صور الشهداء ورايات الجبهة وأعلام فلسطين وأكاليل الزهور والفرق الكشفية، حيث جابت المسيرة شوارع المخيم وصولا إلى مقبرة خالد بن الوليد حيث وضعت قيادة الجبهة وعوائل الشهداء أكاليل من الورد على أضرحتهم وضريح الشهيد شوكت عماد عبد العال، ومن ثم رحب نائب مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية في لبنان فتحي أبو علي بالحضور وبعوائل الشهداء متحدثا عن المناسبة.
وتحدث عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان هيثم عبده قال فيها : يا أَهْلَ الوَفاءِ وَأَصْحَابَ الإِرَادَةِ الصَّلْبَةِ وَالقُلُوبِ الَّتِي لَم تَزَل تَنبِضُ بِعِشْقِ الوَطَنِ وَحُبِّ الحُرِّيَّةِ وَالكَرَامَةِ.
بِكُلِّ آيَاتِ الِاعْتِزَازِ وَالإِكْبَارِ وَمَشَاعِرِ الحُبِّ وَالوَفاءِ ، نَلْتَقِي اليَوْمَ فِي الذِّكْرَى السَّنَوِيَّةِ الأُولَى لِاسْتِشْهادِ كَوْكَبَةٍ مِنْ خِيَرَةِ قَادَتِنا وَمُقَاتِلِينا، وَثَلاثَةٍ مِنَ الرِّفَاقِ الأَبْطَالِ ما زَالَ مَصِيرُهُمْ مَجْهُولًا. لِنَضَعِ الأَيَادِي عَلَى القُلُوبِ، نُجَدِّدُ العَهْدَ وَنَنحَنِي أَمَامَ أَرْوَاحٍ مَضَتْ وَهِي تَحْمِلُ مِنَ الإِخْلاصِ وَالعَطَاءِ مَا تَعْجِزُ الكَلِماتُ عَنْ وَصْفِهِ ، وَتُعَبِّرُ عَمَّا يَفِيضُ الوِجْدَانُ بِهِ. إِنَّ ذِكْرَى الشُّهَدَاءِ لَيْسَتْ لَحْظَةَ حُزْنٍ فَحَسْبُ، بَلْ هِيَ مَنارَةٌ تُضِيءُ درربَنا، وَمَوْقِفُ عِزٍّ يَجْمَعُنَا عَلَى عَهْدٍ وَقَسَمٍ بِمُواصَلَةِ دَرب الشُّهَدَاءِ حَتَّى تَحْقِيقِ كَامِلِ الأَهْدَافِ الَّتِي آمَنُوا بِها وَناضَلُوا مِنْ أَجلِها وَاسْتُشْهِدُوا فِي سَبيلها.
أُولَئِكَ الأَبْطَالُ الَّذِينَ ارْتَقَوْا تَرَكُوا خَلْفَهُمْ قِصَصًا مِنَ النِّضَالِ وَالبُطُولَةِ وَالفِدَاءِ، وذِكْرَيَاتٍ لا تُمْحَى. نَسْتَذْكِرُهُمْ اليَوْمَ هُنَا عِنْدَ أَضْرِحَتِهِمْ الشَّامِخَةِ كَجِبَالِ الكَرْمِلِ والَّتِي تُشِعُّ نُورًا وَضِياءً. اليَوْمَ نَسْتَذْكِرُ حُضُورَهم الدَّائِمَ الَّذِي لا يَغِيبُ؛ كَوْكَبَةُ الأَبْطَالِ التي ارْتَقَتْ، امْتَطَتْ صَهْوَةَ المَجْدِ، عانَقَتِ السَّماءَ فَتَحَوَّلَتْ إِلَى نُجُومٍ تُزَيِّنُ سَمَاءَ الوَطَنِ وَتَرْسُمُ لَنَا الطَّرِيقَ نَحْوَ الحُرِّيَّةِ وَالانْتِصارِ.
نَسْتَذْكِرُ اليَوْمَ هذِهِ الكَوْكَبَةَ العَظِيمَةَ الَّتِي انْضَمَّتْ إِلَى قَوَافِلِ الشُّهَدَاءِ؛ نَسْتَذْكِرُهُمْ اسْمًا اسْمًا:
الرِّفِيقُ القائِدُ نِضالُ عَبْدِ العَالِ عضو المكتب السياسي للجبهة ، مَعَ رِفاقِهِ القادةِ أَبُو خَليل وشاحٌ، وعِمادُ عَوْدَةٍ. وَرفاقْهُمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْدِ العَالِ، سُلَيْمانُ الأَحْمَدُ، سُلَيْمانُ سُلَيْمانُ، عَبْدُ الهَادِي بَرِيشٌ، مُحَمَّدُ العَلِيُّ، يُوسُفُ مُبارَكٌ، إِضَاءُ السَّبْعِينَ، شَوْكَتُ عَبْدِ العَالِ، ومُفِيدُ حَسَنٍ.
وَخَلْفَهُمْ مَنْ لا يَزالُ مَصِيرُهُمْ مَجْهُولًا: الرِّفَاقُ عَبْدُ الكَرِيمِ عَبْدُ الكَرِيمِ، لَيْثُ أَبُو زَرْدٍ، وبَشِيرُ لُوبانِيّ.
نَسْتَذْكِرُكُمْ اليَوْمَ أَيُّهَا الأَبْطَالُ بِشَيْءٍ أَعْمَقَ مِنَ الفَقْدِ، نَسْتَذْكِرُكُمْ بِالقِيمِ الَّتِي آمَنتُم بِها فسَارَعْتُمْ لِتَلْبِيَةِ نِداءِ الواجبِ حِينَمَا دَعَاكُمْ، وَكُنْتُمْ تُدْرِكُونَ حَجْمَ التَّضْحِيَةِ الَّتِي أَنْتُمْ مُقَدِّمُونَ عَلَيْها. لَمْ تَتَرَاجَعُوا وَلَمْ يَدْخُلِ الخَوْفُ قُلُوبَكُمْ لَحْظَةً وَاحِدَةً ، فكُنْتُمْ بحق مِثَالَ الشُّجَاعَةِ وَالإِقْدَامِ وَاقْتِحَامِ الخَطَرِ وَالنَّارِ. كُنْتُمْ أَوْفِياءَ لِلقِيَمِ وَالمَبَادِئِ الَّتِي ضَحَّيْتُمْ مِنْ أَجْلِهَا وَآمَنْتُم بِها ، وَزَرَعْتُمُوهَا فِينَا وَفِي وَجْدَانِ الأَجْيَالِ القَادِمَةِ، قِيَمُ الحُرِّيَّةِ وَالكَرَامَةِ وَالمُقَاوَمَةِ، حَتَّى اسْتِعَادَةِ كَامل الحُقُوقِ المَغْتَصَبَةِ وَرَفْعِ رَايَةِ الحُرِّيَّةِ وَالانْتِصارِ فَوْقَ كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ تُرابِ أَرْضِ فِلَسطينَ مِنْ بَحْرِها إِلَى نَهْرِها.
لَكُم أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ الأَبْطَالُ ، يَا مَنَارَاتِ الحُرِّيَّةِ وَمَشَاعِلَ النَّصْرِ القادِمِ ، بَاقَةُ حُبٍّ وَوَفاءٍ ، وَعَهْد وَوَعْد يَتَجَدَّدُ عَلَى مَدَى الأَجْيالِ حَتَّى التَّحْريرِ وَالعَوْدَةِ. لِرِفاقِكُمْ وَعَائِلَاتِكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ تَنْحَنِي الهاماتُ وَفَاءً وَتَقْدِيرًا لِصَبْرِهمْ وَوَجَعِهمْ وَتَضْحِيَاتِهمْ.
فِي هذِهِ اللَّحَظاتِ الحَاسِمَةِ، وَأَمَامَ اسْتِمْرَارِ حَرْبِ الإِبَادَةِ ، وَالتَّطْهِيرِ العِرْقِيِّ ، وَحَمَلاتِ الاسْتِيطَانِ وَالتَّهْوِيدِ ، وَالقَتْلِ المَمْنَهَجِ وَالتَّدْمِيرِ الشَّامِلِ ، وَالحِصَارِ وَالتَّجْوِيعِ وَتَغَوُّلِ العُنصُرِيَّةِ الصَّهْيُونِيَّةِ وَالامْبِرِيَالِيَّةِ الأَمْرِيكيَّةِ عَلَى شَعْبِنَا ، لِتَحْقِيقِ الحُلْمِ الاِسْتِعْمَارِيِّ الصَّهْيُونِيِّ بِمَا يُسَمَّى (إِسرَائِيلَ الكُبْرَى)، مِنْ هُنَا، مِنْ أَمَامِ أَضْرِحَةِ شُهَدَائِنَا، نُؤَكِّدُ أَنَّ الوَفاءَ لَيْسَ مُجَرَّدَ كَلِماتٍ تُقَالُ، بَلْ أَفْعَالٌ تُنجَزُ. نُجَدِّدُ العَهْدَ بِأَن تَبْقَى ذِكْرَاكُمْ حَيَّةً فِي ضَمَائِرِنَا وَوِجْدَانِنَا، وَدَلِيلَ عَمَلِنَا اليَوْمِيِّ فِي اسْتِمْرَارِيَّةِ وَتَصَاعُدِ فِعْلِنَا الكِفَاحِيِّ وَالنِّضَالِيِّ , حَتَّى اسْتِعَادَةِ كَافَّةِ حُقُوقِ شَعْبِنَا المَغْتَصَبَةِ.
وَلِلرِّفَاقِ الَّذِينَ لا تَزَالُ أَخْبَارُهُمْ غَائِبَةً، الَّذِينَ أَمْسَى مَصِيرُهُمْ سُؤَالًا يَتَلَوَّنُ بِالألَمِ فِي قلوبنا وقُلُوبِ ذَوِيهِمْ، لَكُمْ منا عَهْدٍ وَوَفَاءٍ، لَنْ نَنْسَاكُمْ، وَأَنَّ قَضِيَّتَكُمْ سَتَبْقَى فِي مُقَدِّمَةِ أَعْمَالِنَا. نُعَاهِدُكُمْ وَنُعَاهِدُ عَوائِلَكُمُ الكَرِيمَةَ أَنَّنَا سَنَبْذُلُ كُلَّ جُهدٍ لِلْكَشْفِ عَنْ مَصِيرِكُمْ، وَسَنَعْمَلُ عَلَى تَوْثِيقِ كُلِّ دَلِيلٍ وَكُلِّ شَهَادَةٍ تُسَاهِمُ فِي التَّوَصُّلِ إِلَى نَتَائِجَ حَاسِمَةٍ في هذَا المِلَفِّ.
إِلَى شُهَدَاءِ فِلَسطينَ وَإِلَى كُلِّ مَنِ ارْتَقَى دِفَاعًا وَنَصْرةً لَهَا، ذِكْرَاكُمْ تُعَلِّمُنَا الصَّبْرَ وَالبَأْسَ، وَتُذَكِّرُنَا أَنَّ الطَّرِيقَ طَوِيلٌ يَحْتَاجُ إِلَى عَزِيمَةٍ ثَابِتَةٍ، وَصَبْرٍ وَثَبَاتٍ وَمُقَاوَمَةٍ لا تَعْرِفُ المُسْتَحِيلَ. فَلْتَكُنْ ذِكْرَاكُمْ دَعْوَةً إِلَى الوَحْدَةِ وَالتَّضَامُنِ وَالعَمَلِ المُنَظَّمِ، وَلْتَكُنْ مُحَرِّكًا لِلتَّمَسُّكِ بِخِيَارِ المُقَاوَمَةِ وَتَنْميَتِهَا وَتَطْوِيرِهَا وَزج كُلِّ طَاقَاتِ الشَّعْبِ وَالأُمَّةِ فِي كُلِّ خَنَادِقِ القِتَالِ وَمَيَادِينِ المُوَاجَهَةِ مَعَ العَدُوِّ الصَّهْيُونِيِّ وَحُلَفِائهِ وَدَاعِمِيهِ، ورَدًّا عَلَى كُلِّ المُتَخاذِلِينَ وَالمُتَواطِئِينَ وَالخَانِعِينَ.
عَهْدُنَا اليَوْمَ أَنْ نَبْقَى أَوْفِياءَ لِلْأَمَانَةِ، نَصُونُ العَهْدَ: عَهْدَ الاسْتِمْرَارِ فِي رَفْعِ رَايَةِ الكِفَاحِ وَالمُقَاوَمَةِ بِكُلِّ أَشْكَالِهَا، وَالعَمَلُ بِكُلِّ صِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ فِي إِنْهاءِ الانْقِسَامِ البَغِيضِ وَتَحْقِيقِ وَحْدَةٍ وَطَنِيَّةٍ فِلَسْطِينِيَّةٍ نَابِعَةٍ مِنْ إِرَادَةِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ وَقَنَاعَاتِهِ ، بِأَنَّ الوَحْدَةَ وَالصَّمُودَ وَالمُقَاوَمَةَ هِيَ المَمَرُّ الإِجْبَارِيُّ لِتَحْقِيقِ الانْتِصارِ، وَعَهْدٌ بِتَقْدِيمِ كل اشكال الدَّعْمِ والإسناد الممكنة والمتاحة لِأُسَرِ الشُّهَدَاءِ وَالمَفْقُودِينَ. وأن نصون امانتهم ووصاياهم ، وهذا عهد الأوفياء للشهداء .
تَحِيَّةُ إجَلاَلٍ وَإِكْبَارٍ لِمَنْ ارْتَقَوْا إِلَى العُلَا يَعانِقُونَ صَهْوَةَ المَجْدِ ، إِلَى أَرْوَاحِ الشُّهَدَاءِ كل الشهداء لا سيما شُهَدَاءِ مَلْحَمَةِ طَوْفَانِ الأَقْصَى مِنْ أَبْنَاءِ كَتَائِبِ الشَّهِيدِ أَبِو عَلِيّ مُصْطَفَى فِي السَّاحَةِ اللُّبْنَانِيَّةِ.
التَّحِيَّةُ إِلَى كُلِّ قُوَى المُقَاوَمَةِ فِي أُمَّتِنَا وَالعَالَمِ، لا سِيَّما إِلَى المُقَاوَمَةِ اللُّبْنَانِيَّةِ البَاسِلَةِ وَشُهَدَائِها الأَبْطَالِ، وَفِي مُقَدِّمَتِهِمَ السَّيِّدُين حَسَنُ نَصْرِ اللَّهِ وَهاشِمُ صَفِي الدِّينِ، وإِلَى أَبْنَاءِ الجَنُوبِ وَالبِقاعِ وَالضَّاحِيَةِ، وَكُلِّ مَنْ احْتَضَنَ وَدَافَعَ عَنِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ وَقَضِيَّتِهِ العَادِلَةِ، إِلَى الشَّعْبِ اليَمَنِيِّ العَرَبِيِّ الأَصِيلِ وَقُوَّاتِهِ المُسَلَّحَةِ، إِلَى كُلِّ الأَحْرارِ وَالشُّرَفَاءِ فِي العَالَمِ الَّذِينَ يَدافِعُونَ عَن قِيَمِ العَدْلِ وَالحَقِّ وَالحُرِّيَّةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ فِي وَجْهِ الظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ وَالطُغْيَانِ.
إِلَى الأَسْرَى وَالأَسِيرَاتِ القابعينَ فِي سُجُونِ الاِحْتِلال.
إِلَى صُنَّاعِ التَّارِيخِ وَالمَجْدِ العَرِيقِ، إِلَى أَبْنَاءِ شَعْبِنَا الفِلَسْطِينِيِّ عَلَى امْتِدَادِ الأَرْضِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، إِلَى شعبنا فِي قِطاعِ غَزَّةَ فِي وَجْهِ حَرْبِ الإبَادَةِ وَالتَّجْوِيعِ وَالتَّهْجِيرِ وَالاقْتِلاعِ؛ إِلَى الصَّامِدِينَ الصَّابِرِينَ المُتَجَذِّرِينَ فِي أَرْضِهِمْ يَسْقُونَهَا بِالدِّماءِ وَيَسِيجُونَهَا بِأَشْلاءِ الأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ وَالشُّيُوخِ. ونَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ مَشَاعِلَ الحُرِّيَّةِ وَالنَّصْرِ الَّتِي رَوَتْهَا وَلا تَزالُ دِمَاءُ الشُّهَدَاءِ سَتُنِيرُ يَوْمًا كُلَّ مُدُنِ وَقُرَى وَبُلْدَات وَشَوَارِعِ وَأَزِقَّةِ فِلَسْطِينَ المُحَرَّرَةِ وَالمُطَهَّرَةِ مِنْ دَنْسِ الاِحْتِلالِ.
المَجْدُ لِلشُّهَدَاءِ، وَالنَّصْرُ لِشَعْبِنَا.














