قال الرفيق د. ماهر الطاهر مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي في لقاء مع إذاعة “صوت الشعب” اللبنانية حول مؤتمر نيويورك والاعتراف بالدولة الفلسطينية، إن هذه الاعترافات العالمية، وخاصة من بعض دول أوروبا الغربية الأساسية، ما كان ليأتي لولا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني على مدى قرن من الزمان، ولولا الصمود الفولاذي لشعبنا العظيم على أرض قطاع غزة الباسل وفي عموم أرض فلسطين.
وبالتالي، فإن هذا الزخم الدولي والاعترافات هي في الأساس والجوهر ثمرة صمود شعب على مدى عقود، رفض الاستسلام والخضوع، وقاوم كل الدمار وحرب الإبادة والتطهير العرقي واستشهاد عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.
كما أن هذه الاعترافات كانت ثمرة لتحولات استراتيجية عميقة وتاريخية بالنسبة للرأي العام العالمي، وخاصة في أوساط الشباب في جميع بلدان أوروبا الغربية وكل أنحاء العالم. ولذلك، فإن النخب الحاكمة في أوروبا لم تعد قادرة على تجاهل هذه التحولات على صعيد الرأي العام في بلدانها.
إن العزلة العالمية التي يواجهها الكيان الصهيوني سيكون لها نتائج استراتيجية كبرى لصالح القضية الفلسطينية، بعد أن اتضح زيف السردية الصهيونية، وشاهد العالم بأسْره حرب الإبادة من كيان عنصري فاشي لم يعد قادرًا على التستر وراء ادعاءات زائفة.
المهم اليوم أن تتحول هذه الاعترافات إلى إجراءات عملية، من خلال وقف المذابح في قطاع غزة وعموم أرض فلسطين، وترجمة هذه الاعترافات على أرض الواقع، خاصة في ظل موقف الكيان الصهيوني المدعوم بشكل كامل من الإدارة الأمريكية، والذي يستمر في العدوان والاستيطان ونفي وجود الشعب الفلسطيني.
ننحني إجلالًا وإكبارًا لأرواح شهداء شعبنا العظيم، الذي تمكن بتضحياته الغالية من وضع قضية فلسطين على أجندة كل شعوب الأرض.