هل المستقبل تقارب اسلامي في مواجهة الصهيونية؟

في ظل تسارع التحولات الإقليمية، لم تعد “إسرائيل” المركز الذي تُبنى عليه التفاهمات أو التحالفات، بل بدأت كثير من الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بإعادة تموضعها السياسي من منطلق حماية أمنها القومي بعيداً عن الرهانات الفاشلة على الغطاء الأمريكي أو المشروع “الإسرائيلي”.

تصريحات الشيخ نعيم قاسم، وما تضمنته من دعوة علنية لتقارب سعودي – مقاوم، وفتح صفحة جديدة، ليست مجرّد مبادرة عابرة، بل مؤشر على بوادر محور استراتيجي إقليمي جديد، يتشكّل بعيداً عن الضغوط الأمريكية – الإسرائيلية، ويرتكز إلى المصالح المشتركة في مواجهة تهديدات وجودية أبرزها التمدد الصهيوني.

زيارة لاريجاني الأخيرة للسعودية، بعد اعتداءات الاحتلال على قطر وتجاوز كل الخطوط الحمر، فتحت الباب لتفاهمات إيرانية – سعودية أوسع، قد تصل قريباً إلى تنسيق مباشر مع قوى المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن. وإن ثبت هذا التوجه، فهو إعادة تعريف كاملة لمعادلة النفوذ في الشرق الأوسط.

السعودية تدرك اليوم أن أمنها وأمن الخليج لن يتحقق بتحالفات عسكرية تقليدية فقط، بل ببناء مظلة ردع إقليمية تشمل حركات المقاومة. توقيع اتفاق دفاعي مع باكستان، والحوار المتواصل مع طهران، كلها خطوات تصب في هذا الاتجاه.

إذا استمرت هذه الديناميكية، فنحن أمام مرحلة انتقالية جديدة في المنطقة، تقلب موازين القوى، وتدفع “إسرائيل” أكثر فأكثر نحو العزلة… والعجز.

والمستقبل، للأقوى صموداً.

محمد علي-لبنان