هل نبالغ إذ نقول إن “الثورة السورية” خُلقت للتآمر على القضية الفلسطينية؟!

من المتعارف عليه أن كل تحركات الأمريكي في منطقتنا مسخّرة بالمقام الأول من أجل الكيان الصهيوني الذي يمثّل الذراع الإرهابي الضارب للولايات المتحدة.
ومن المتعارف عليه أيضًا أن “الثورة السورية” صنيعة أمريكية بمشاركة رئيسية من قِبل عملاء محليين وتركيا الناتوِيّة والإعلام القطري، وقد أثبت ذلك الكثير من التصريحات العلنية و/أو المسرّبة من مصادر موثوقة لمسؤولين أمريكيين كبار سياسيين وعسكريين، ناهيك عن أمور كثيرة لا حصر لها تثبت هذه المؤامرة مما نراه ورأيناه.

ويحق لنا أن نسأل: ما الذي يجعل الولايات المتحدة تكرّس كل طاقاتها من أجل الإطاحة بنظام الرئيس الأسد؟
هل سيخرج لي أحدهم ويقول لي: من أجل السيطرة على الثروات؟

جميل، لكن الأردن والسعودية والمغرب فيها ثروات وفيرة أيضًا.

تكمن الإجابة على هذا السؤال في أن سورية كانت تشكّل معادلة استراتيجية كنظام رسمي شبه وحيد دعم واحتضن حركات المقاومة في المنطقة، وخاصة الفلسطينية، وبطبيعة الحال وجدت حركات المقاومة سندًا للقضية الفلسطينية من خلال مقارعة الاحتلال الصهيوني بشتى الطرق، وخاصة بالكفاح المسلّح، بالإضافة إلى كونها رافضة للهيمنة الأمريكية بشكل عام.

وكما ذكرنا سلفًا فإن الأولوية في سياسة الولايات المتحدة في الشرق دعم الكيان، وبالإضافة إلى ما ذُكر، فإن سياستها الاستكبارية مكرّسة لتركيع الشعوب والهيمنة عليها، فعملت على الإطاحة بالنظام السابق من خلال ما يسمى “الثورة السورية” التي أضرّت كثيرًا بالقضية الفلسطينية وقطعت عنها شريانها، إذ استبدلت النظام السابق الداعم والمحتضن للمقاومة بنظام عميل يعتقل قيادات فلسطينية، ويلهث خلف التطبيع، ويتآمر على المقاومة، وخاصة اللبنانية، ولا يعني لهذا النظام ما يجري في غزة أي شيء.

إن “الثورة السورية”، علاوة على أنها أتت كالخنجر في ظهر القضية الفلسطينية، فقد شكّلت ضربةً للأمن القومي العربي، بدلالة ما ذكرناه وما نراه ورأيناه وسنراه.
المشهد واضح جدًا: ها هو الشرع سيلتقي قريبًا بنتنياهو، وسيكون إعلان التطبيع تتويجًا لهذه “الثورة السورية” (المؤامرة الكونية).

أبو الأمير ـ القدس