١٠/٩/٢٠٢٥

ميخائيل عوض

١

نتنياهو أمس اغتصب قطر، وانتهك أعراض دول ومشيخات وأسر الخليج، وصفع إردوغان ومصر والأردن على أقفيتهم. بل بصق في وجه العالم الانجلوسكسوني وقيمه وأخلاقه وأسقط كل ترهاته وأضاليله.

تصرف كـ(نيرون وشمشون وفرعون) إيذاناً بنهاية دورة زمنية، واستنفاذ العالم القديم لقدرته على الاستمرار معلناً أنه آخر منتجاته وفيه كعادات الأزمنة يكشف عن قيمه على سيئاتها.

٢

استعرض عضلاته “الخلبية” فالطائرات والطيارون والصواريخ هي أمريكية انجلوساكسونية لا دور ومكان ولا قيمة لإسرائيل فيها، ولا حكمة أو قدرة أو تقانة أو إبداع أمني أو عسكري فهو اغتصب بنت وزوجة أخيه.

قطر كانت الخنجر المسموم في صدر وخاصرة الأمة، وموَّلت كل الحروب القذرة ضد الدول والجيوش والشعوب التي كانت تؤمن التوازن وتحمي الأعراض، والقيام بما فيها مكانة وبقاء أسر الخليج حاكمة وناهبة مبددة للثروات.

أين الحكمة أو الإنجاز في استهداف قطر الدولة الوسيطة في التفاوض والأجيرة لإمرة نتنياهو ترمب،

والمحمية بقاعدة السيلية و٢٠ ألف جندي إردوغاني؟!

أين مظاهر القوة والعسكرية؟!

فعلة نتنياهو من أفعال المجانين المهووسين العارفين بأن الزمن يفوته وحتفه مع كيانه بات قريباً.

كفعلته بتدمير الأبراج وقصف خيام النازحين وطالبي لقمة الخبز ورشفة المياه.

أين البطولة أين مظاهر القوة والقدرة وطائرات أفضل منتجات العالم الانجلوسكسوني تقصف معسكرات فارغة في سورية، وتدمر أبنية في الضفة وغزة، وتضرب في طهران والدوحة، وغداً في اسطنبول والقاهرة ولا من يجابهها؟! أهذه بطولة أهذه قوة؟؟؟

٣

القوة والحكمة والبطولة والإبداع الاستثنائي تجسد في الطوفان العجائبية حيث غزة المحاصرة والجائعة والمنسية والمتآمر عليها تُسقِط بحكمة ورجولة وإتقان خط دفاع هو الأكثر كلفة وتقنية في تاريخ خطوط الدفاع وبوسائط بدائية لكن برجال أساطير.

وكمثل رجالها رجال الميدان في الحافة الأمامية في الجنوب اللبناني، حيث سقطت كل ما بقي من عناصر قوة للجيش الإسرائيلي وحرمانه من أن يتقدم متراً واحداً.

في علم الجيوش والحروب والحروب السرية لغزة وللحافة الأمامية ترفع القبعات وليس عرضات القوة الخلبية حيث لا رجال يستخدمون السلاح!

٤

فعلة نتنياهو فعلة أحمق مجنون ومهزوم ومرتهب من الغد، ومرعوب من هزيمة محققة في وجه غزة واليمن أشرف خلق الله وضع فيها قوته.

حماقة نتنياهو من رميات الله المحكمات وإيذان بقرب نهاية الكيان ومعه ما بقي من هيمنة الانجلوسكسون على الإقليم

٥

أما بعد فإن كان باقٍ في وجوه أنظمة الخليج والصمت والخيانة العربية والإسلامية بقايا ماء يتوجب عليها الاعتذار من الدول والشعوب والجيوش التي تآمرت لتدميرها، فكانت حافظة للكرامة والنظم واستقرار الدول والمشيخات، وعليها فوراً قطع كل اتصال أو مصلحة أو تطبيع مع إسرائيل. وعليها بعد الاعتذار أن تمد المقاومات بالمال والسلاح وتسعى بإعادة الإعمار، عليها فوراً أن تُقبِل أقدام اليمنين وأن تفوضهم بحمايتها والدفاع عن كرامتها والثأر من انتهاك حرماتها، وعليها أن تمد اليد واللسان لتأمين غزة والضفة وأن ترفع كرتاً أحمراً في وجه نتنياهو – ترمب.

إن لم تفعلوها فقد قبلتم أن تنتهك أعراضكم وأن تصيروا عبيداً تباعون ونسائكم في سوق النخاسة. أما غزة والضفة والمقاومات فمنتصرة وستكتب التاريخ وتقود المستقبل.

هذا ما جنته أيديكم وعقولكم العفنة، فمن زرع الريح يحصد العاصفة.

By adam