بعد مرور ثمانين عاما على الكارثة النووية في هيروشيما و ناكازاكي مازال السؤال قائما هل كانت أمريكا مضطرة أو بحاجة إلى استنساخ الجحيم في المدن اليابانية لتعلن إنها ” رب ” مرحلة ما بعد الحربين.

كنت قرأت سابقا أن الكولونيل بول تيبيتس، الذي قاد عملية قصف هيروشيما، والميجر تشارلز سويني (ناغازاكي)، غير نادمين على مساهمتهما الدرامية في الحصول على استسلام اليابان، وقالا إنهما على استعداد لفعل الشيء نفسه مجدداً في حال أعاد التاريخ نفسه.

وإلى اليوم لاتزال الولايات المتحدة ترفض الاعتذار الذي ظل اليابانيون يطالبون به منذ عقود و اعتقد علينا جميعا أن نطالب به لانه لم يكن اعتداء على اليابان كبلد مارق بل كان اعتداء على انسانيتنا. الغرب بنى أسطورة هيمنته و تفوقه على الجثث و الأشلاء و هنا يكمن المأزق الأخلاقي الذي يعيشه والتناقض بين ما يقدمه من دروس و مواعظ ومحاضرات عن القيم، وممارساته الفعلية، وهو مأزق يتفاقم يوما بعد يوم ويتكشف لأعداد متزايدة من المخدوعين والمنبهرين بالغرب وقيمه التي طال ما احتكرها لنفسه.

من أهم ما كان يقوله المفكر مالك بن نبي أن الغرب لا يمكنه التأسيس لحضارة إنسانية عالمية لأن إمبراطوريته ببساطة، عسكرية تفرض هيمنتها على العالم ، هذا العالم الذي لم يعد ينتظر الخلاص على يد العلم، ولكن في أن يُبعث الضمير الإنساني من جديد

الغرب مجرد طارئ في التاريخ

اللوحة لأحد الناجين من قصف هيروشيما

نوال عباسي 🇹🇳