“ما ترونه من دمار على الشاشة يساوي صفرا على أرض الواقع، لم يحل دمار علينا كهذا.. هي أشبه بساحة دمار شامل ومن الصعب وصف ذلك بالكلمات”، هذا الكلام هو لرئيس بلدية ريشون لتسيون، القريبة من تل ابيب، يصف فيها الدمار الذي خلفته الصواريخ الايرانية التي استهدفت مواقع استراتيحية في البلدة ردا على العدوان الاسرائيلي الغادر ضد ايران.
– يبدو أن ما شعر به رئيس بلدية ريشون لتسيون، شعر به اغلب مراسلي القنوات التلفزيونية في كيان الاحتلال الاسرائيلي، الذين اعترفوا وعلى الهواء مباشرة، أنهم لم يشاهدوا من قبل دمارا كما يشاهدونه الآن في قلب تل ابيب وغيرها، فمثل هذه المشاهد لم يسبق لها مثيل في كيانهم.
– ويبدو ايضا ان ذات الشعور، الشعور بصدمة ما احدثته عملية الوعد الصادق3، انتقل إلى عاصمة محرضي نتنياهو على حماقته، واشنطن، حيث بدأت الصحافة هناك تتحدث عن أن ترامب لم يشارك في حملة تضليل ايران، وانه كان يشكك في جدوى الخيار العسكري في حديثه مع نتنياهو.
– كما خرج علينا اعضاء كبار في ادارة ترامب ومنهم وزير الخارجية الامريكي، وهم يتحدثون عن اهمية الحل الدبلوماسي وان هناك فرصة جيدة، على أمريكا وإيران استغلالها واللقاء في عمان لمواصلة المفاوضات، وهي دعوة مازالت ايران ترى أنها لا مبرر لها بعد العدوان الاسرائيلي، الذي ما كان ليقع لولا الدعم الأمريكي والغربي الفاضح لمجرم الحرب والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
– الأحمق نتنياهو ارتكب خطأ العمر عندما هاجم ايران، وعندما اقنع ترامب أن الشعب الايراني سينزل إلى الشوارع بعد الهجوم، لتغيير نظام الجمهورية الاسلامية، فالاول، كما كشف رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني اسماعيل كوثري، اخذ يتوسل عبر دول بايران لوقف ضرباتها، بينما الثاني اخذ يتوسل امراء بعض الدول العربية في الخليج الفارسي، بهدف التوسط من اجل وقف الحرب، التي كان يصفها قبل ذلك بالجيدة جدا لدفع ايران للتوقيع على اتفاق يكتبه هو!.
– هذا التراجع الأمريكي الدراماتيكي ما كان ليحدث لولا الضربة القاسية التي وجهتها ايران مساء امس وفجر اليوم لكيان الاحتلال، بعد أن اخترقت الصواريخ الايرانية انظمة الدفاع الجوي في الكيان المتعدد الطبقات بالاضافة الى منظومة ثاد الامريكية، وكذلك إسقاط 3 طائرات من طراز إف 35 فوق الأراضي الايرانية واسر بعض طياريها. وكذلك الفشل الذريع الذي منيت به “اسرائيل” بتدمير المنشات النووية الايرانية، وهو ما اعترف به مسؤول عسكري إسرائيلي لقناة “إن بي سي” عندما أعلن أن منشأتي اصفهان ونطنز تضررتا ولكن لم تدمرا، وان اصلاح الاضرار سيستغرق أسابيع!.
– عندما يهرب الكيان الاسرائيلي طائراته المقاتلة والمدنية ومن بينها طائرة نتنياهو إلى قبرص واثنيا وامريكا، وعندما يخرج الناطق باسم جيش الاحتلال ادرعي وهو يرتجف أمام عدسة الكاميرا، وعندما يعترف السفر الأمريكي في الكيان انه اضطر إلى النزول للملاجئ خمس مرات ليلة امس، فإعلم أن الصواريخ الايرانية بدأت عملية تأديب لنتنياهو وكاتس وباقي العصابة الصهيونية، وان عملية التأديب هذه ستكون أكثر قسوة هذه الليلة عندما تهطل صورايخ ايران على روؤسهم، كما وعدت القيادة العسكرية الايرانية، ولا تفصلنا عن هذا الحدث الا ساعات.
– اخيرا لا نعتقد أن هناك من يمكن أن يتجرا بعد اليوم، أن يصر على حرمان ايران من حقها القانوني في امتلاك برنامج نووي سلمي وفي مقدمته حق التخصيب، ونعتقد أن الرسالة قد وصلت الى ترامب ونتنياهو، الا اذا كانا بحاجة الى وسائل ايضاح ايرانية جديدة، وهي وسائل ستكشف عنها ايران في حينها عند الضرورة.