استقبلت الطبيبة آلاء النجار، أخصائية الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، جثامين تسعة من أبنائها أثناء تأدية عملها، بعد استهداف منزلها بغارة إسرائيلية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

ووصلت الطبيبة إلى دوامها المعتاد في المجمع، بعد أن قام زوجها، الدكتور حمدي النجار، بإيصالها إلى المستشفى، لكنه ما إن عاد إلى المنزل حتى استهدفه صاروخ إسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد تسعة من أطفالهما، وإصابة الطفل العاشر، آدم، بالإضافة إلى إصابة الزوج الذي نُقل إلى العناية المركزة في حالة حرجة.

ووفق المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور منير البرش، فإن أسماء الأطفال الشهداء هم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا، بينما يرقد الطفل العاشر في المستشفى مصابًا.

وأضاف البرش: “هذا ما يعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة. الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها”.

أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن عدد الشهداء الأطفال بلغ حتى الآن 16,503، في حصيلة صادمة تعكس حجم الاستهداف المباشر للأطفال من قبل قوات الاحتلال.

ونشرت الوزارة، يوم الخميس، كشفًا تفصيليًا يُوثق أعداد الشهداء الأطفال الذين ارتقوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، ضمن ما وصفته بـ”حرب إبادة منهجية تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا وبراءة في المجتمع”.

وبيّنت الوزارة أن الشهداء توزعوا حسب الفئات العمرية على النحو التالي:

الرضع (أقل من عام): 916 شهيدًا
الأطفال (1–5 أعوام): 4,365 شهيدًا
الأطفال (6–12 عامًا): 6,101 شهيدًا
الفتية (13–17 عامًا): 5,124 شهيدًا
وأكدت وزارة الصحة أن هذه الأرقام المروّعة لا تمثل مجرد إحصاءات، بل تعبّر عن كارثة إنسانية كبرى، وجريمة متواصلة بحق جيلٍ كامل حُرم من أبسط حقوقه في الحياة والأمان والتعليم، وتحوّل إلى أهداف لصواريخ الطائرات وقذائف المدفعية.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت حرب الإبادة عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل تجاهل كامل للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.