• أظهرت لقطات المؤتمر الصحفي المشترك بين ماكرون والشرع توتراً في لغة الجسد، حيث بدا ماكرون مرتبكاً، خاصة بعد الهجوم العنيف الذي شنّته المعارضة الفرنسية عليه.
– تعرض ماكرون لانتقادات حادة من المعارضة الفرنسية حيث اعتُبر استقباله للشرع “دوساً على دم الضحايا”، لارتباطه بمجموعات مصنّفة إرهابية، وبعد تقارير عن مذابح طالت العلويين والدروز في الساحل السوري وجرمانا، واتهمت المجموعات المسلحة السورية بها.

تثير زيارة الشرع إشكاليات قانونية وأخلاقية لفرنسا:
1- بالرغم من عدم وجود مظاهر بروتوكولية تشي بأن الضيف هو “ضيف شرف كبير”، إلا أن الشكل لا يلغي حقيقة أن الرئيس الفرنسي استقبل “رئيساً انتقالياً لسوريا” لا يحظى باعتراف أممي واسع بشرعيته.
2- لا يزال الشرع مُدرجاً على قوائم الارهاب الأممية بسبب ماضيه القيادي في جماعة مُصنفة إرهابية بموجب قرار الأمم المتحدة، ما يجعل زيارته لفرنسا خرقاً لالتزام فرنسا القانوني بمكافحة الارهاب.
وكان الشرع، قد حصل على إعفاء من الأمم المتحدة للسفر إلى باريس، إذ لا يزال مدرجاً على قائمة الإرهاب.

3- التناقض مع المبادئ الفرنسية: انتقدت وسائل إعلام فرنسية مثل “لوموند” التناقض بين شعارات فرنسا حول حقوق الإنسان واستضافتها الشرع، مشيرةً إلى أن “ربطة العنق لا تغير جرائم الماضي”.

المصلحة الفرنسية في استقبال الشرع:
أ – البحث عن دور في الشرق الأوسط، يتجلى في مساحة نفوذ في سوريا، وأن يكون صلة وصل بين أوروبا وسوريا، خاصة بعدما سبقه الألمان الى سوريا.
ب- حين ترفع العقوبات، ترغب فرنسا أن يكون لشركاتها حصة من إعادة إعمار سوريا. وقد منح الحكم الجديد في سوريا، شركة فرنسية CMA CGM عقد لتطوير ميناء اللاذقية بقيمة 230 مليون يورو.
ج- ترسيخ نفوذ فرنسي في لبنان عبر مناقشة قضايا الحدود والقضايا الشائكة بين لبنان وسوريا وهو نفس الملف الذي تضطلع به السعودية وعقدت لقاءات لأجله بين الطرفين.
د- تسعى فرنسا لدور (بالتعاون مع الدول الخليجية) يستطيع أن يوازن النفوذ التركي في سوريا.

بقلم د.ليلى نقولا