يصادف اليوم الذكرى الأربعين لاستشهاد المقاومة اللبنانية البطلة سناء محيدلي(عروس الجنوب)..

تفاصيل العملية التي نفذتها عروس الجنوب :

في صباح الـ 9 من نيسان / أبريل للعام 1985، اقتحمت الاستشهادية سناء  (عروس الجنوب)، وهي في الـ 17 من عمرها، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر–جزين، بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون مفخخة بأكثر من 200 كلغ من التي إن تي T.N.T. ثمّ قامت بتفجير نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.

وقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء هذه العملية الاستشهادية، كما اعترفت إسرائيل بالعملية وتناولت وسائل إعلامها الخبر محذرةً جنودها من حصول عمليات أخرى. وزعم الناطق العسكري في القيادة الشمالية بجيش الاحتلال بأن ضابطين فقط من الجيش قد صُرعا وأن جنديين آخرين أًصيبا بجروح من جرّاء العملية. كاشفاً بأن السيارة المفخخة وصلت من بيروت، وانفجرت عندما اقترب جنود الاحتلال في الحاجز لتفتيشها.

وفي مساء يوم العملية، أطلت الاستشهادية محيدلي عبر فيديو مسجّل من خلال شاشة تلفزيون لبنان القناة7 لتعلن وصيتها بنفسها والتي قالت في جزء منها: “أحبائي إن الحياة وقفة عز فقط. أنا لم أمت بل حية بينكم أتنقل… أغني… أرقص… أحقق كل آمالي.. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها… أرجوكم أقبّل أياديكم فرداً فرداً لا تبكوني… لا تحزنوا عليّ. بل افرحوا اضحكوا…  أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيها من دمي وحبي لها… لا تغضبوا عليّ لأني خرجت من البيت دون إعلامكم… أنا لم أذهب لكي أتزوج ولا لكي أعيش مع أي شخص بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة… وصيتي هي تسميتي عروس الجنوب”.

واحتفظ الكيان المؤقت برفات جثمانها حتى تموز / يوليو من العام 2008، حين تمت إعادتهم خلال عملية الرضوان لتبادل الأسرى فاستلمت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي -الذي تنتمي له عروس الجنوب – رفاتها في 21 تموز / يوليو 2008، وسلمتها لذويها لتُدْفَن في مسقط رأسها بلدة عنقون الجنوبية.

كتب رئيس تحرير جريدة البناء الأستاذ ناصر قنديل قصيدة لروح هذه البطلة الأيقونية نشرت اليوم على جريدة البناء:

أربعون عاماً يا سناء ولم تجفّ بعد الدماء
فالدم المسفوك لأجل الوطن يبقى ينبض في الزمن
يضيء نوراً كلما وقع احتلال أو اعتداء
ويستنهض الهمم بوجه الفتن
وها نحن نعود إلى إشراقة الشهادة
نستلهم منها الدروس والعبر
نستذكر مَن كان دمه مخاض الولادة
ومَن كان جسراً لمن عبر
فهذه الدماء أعادت صياغة الهوية
وهي معادلة “لا بدّ أن يستجيب القدر”
وكلما شيّع الجنوب شهيداً أو شهيدة
وكلّما صدح منبر للشهداء بقصيدة
قلنا عادت سناء
أربعون والمرض العضال يفتك بنا
لم تستجب النفوس المريضة لوصفة الشفاء
لا زالت العصبيّات سرّ ضعفنا
ولا زالت فرق تسُد وصفة الأعداء
ولا زلنا نحتار كيف نوحّد صفنا
وكيف نضيء النور في القلوب السوداء
وكلّما عاد الاحتلال على أرضنا
صرخ من عمق أعماقنا نداء
أين سناء؟
أربعون ولا زال السؤال يُتعب القلوب
سؤال الوهم عن كيف نتفادى الحروب
لا زال الذين قالوا إن المخرز لا يقاوم بالعين
يتجاهلون أن عرسك كان الجواب
ويُنكرون أنّهم رأوا العرس وأنّهم سمعوا عن عروس الجنوب
ويرفضون الإقرار أن دمَك في أعناقهم دين
وأنّهم يسمعون الرد ذاته كلما دقوا ذات الباب
الأوطان تملك دماءنا وهي في أجسادنا ودائع
قالها سعاده مردداً أن علينا أن نردّ الأمانة
فكنتِ أول مَن لبّى النداء
بينما يبحث الآخرون عن وطن بدلاً عن ضائع
يرونه فندقاً أو حقيبة ولا تحرجهم عمالة أو خيانة
فكانوا زواحف الأرض وكنت نسراً في السماء
وما زالوا يردّدون الأراجيف
وينشرون الفكر السخيف
ولا زلنا نقول صبحاً ومساء
ردّنا هو سناء
أربعون عاماً يا سناء
تلقت المقاومة ضربات تُسقط الجبال ولا زالت تمسك السلاح
خاضت حروباً تُكتب عنها ملاحم لا تختصر
بين كرّ وفرّ رفاق الدرب لم يتركوا ميداناً ولا ساح
أسقطوا ألف مرّة أسطورة الجيش الذي لا يُقهر
وتعانقت مع روحك منهم الأرواح
والدرب الطويل لا يُقاس بالمنعطفات والحفر
ولا تقاس نتائج الحرب بالجراح
فلا زال الزمن للانتصارات مهما تعثر
وإذا كان فجر النصر قد تأخّر
فلأنه العريس تعب قليلاً ويرتاح
ولمن يسأل نقول اسألوا العروس سناء

و لأهمية هذه الذكرى دعا الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ لحضور إحتفال في المناسبة.

المكان: مسرح المدينة – شارع الحمراء
الزمان: الأربعاء الساعة 7 مساءً