في الوقت الذي يتحدث فيه البعض اليوم عن “سحب سلاح المقاومة” في لبنان وكأنه ترف يمكن التنازل عنه، تعود بنا هذه المقالة من عام 1975 لتذكّرنا بالحقيقة البسيطة: سلاح لبنان لم يكن يومًا خيارًا إضافيًا، بل ضرورة وجودية. فمنذ عقود، كان الجنوب مسرحًا للغارات الإسرائيلية، وكانت القرى تُهدم وتُحرق، الأمر الذي دفع العرب آنذاك لتخصيص أموال وسلاح من أجل حماية لبنان نفسه، لا “تهديد أحد”.

هذه الوثيقة التاريخية تكشف أن ما يسمّى “سلاح المقاومة” لم يكن عبئًا، بل خط الدفاع الأول عن الناس والأرض. ومن يطالب اليوم بنزعه، عليه أن يجيب: من الذي سيحمي لبنان؟

THE SPOKESMAN REVIEW

سبوكين، ولاية واشنطن. الجمعة، 7 فبراير 1975.

### 90 مليون دولار مساعدات

### العرب لتسليح لبنان

من جمعية الصحافة (أسوشيتد برس)

وافقت جامعة الدول العربية المكونة من 20 عضوًا على منح لبنان 90 مليون دولار نقدًا وأسلحة لتعزيز حدوده الجنوبية وإعادة بناء البلدات الحدودية التي دمرها الغارات الإسرائيلية، وفقًا لما ذكرته صحيفة القاهرة يوم الخميس.

ونقلت الصحيفة شبه الرسمية “الأهرام” أن الأسلحة ستشمل صواريخ أرض-جو، وصواريخ مضادة للدبابات، وقوارب طوربيد.

وقالت مصادر في جامعة الدول العربية إن الأسلحة التي سيتلقاها لبنان هي أسلحة دفاعية بحتة ولا تشكل أي تهديد لإسرائيل.

من جانبه، صرح رئيس الوزراء اللبناني رشيد الصلح في بيروت أن لبنان لم يطلب أو يتلقى قوات عربية.

وقال للصحفيين: “لقد طلبنا فقط كميات من الأسلحة اللازمة لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية”.

وذكرت مصادر مطلعة أن المملكة العربية السعودية والكويت ومصر والمغرب وإيران وليبيا والإمارات العربية المتحدة وافقت على تقديم 28 مليون دولار نقدًا لإعادة بناء القرى اللبنانية التي تضررت من الضربات المدفعية والجوية الإسرائيلية.

أما بقية الأموال فستذهب لشراء الأسلحة، والتي سيتم توفيرها وفقًا لخطة جديدة أعدتها لبنان، حسبما قال المصادر. وأضافت أن سوريا والعراق ودولًا أخرى وافقت على توفير الأسلحة.

وذكرت “الأهرام” أن مجلس الدفاع التابع للجامعة، والذي أنهى اجتماعًا يوم الاثنين في القاهرة يوم الخميس، اتخذ قرار المساعدة كـ”الخطوة الأولى في خطة قصيرة الأجل لتعزيز الدفاع اللبناني” ضد الضربات الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة أن مجلس الدفاع سيجتمع مرة أخرى في تاريخ غير محدد لوضع خطط طويلة الأجل.

وتزعم إسرائيل أن هجماتها تستهدف تجمعات الفدائيين الفلسطينيين في منطقة آرنون في جنوب لبنان، لكن neither مصادر القاهرة ولا جامعة الدول العربية لم تذكر أي شيء عن “الإرهابيين”.

By adam