كان هذا عنوان مقال نشره رامون ماركس في موقع ناشيونال إنترست خلص فيه إلى أنه قد لا تكون الحملة الأمريكية البحرية والجوية على الحوثيين كافية لإسكاتهم. وأنه أمام واشنطن إما التصعيد البري وهو مشكلة، أو الانسحاب وهو مشكلة أكبر.

وحسب كاتب المقال فإن:” الدرس الأول، بلا شك، هو التكنولوجيا. فالطائرات المسيّرة وأنظمة الصواريخ الأرضية قادرة الآن على تدمير السفن الحربية السطحية على بُعد مئات أو حتى آلاف الأميال من السواحل الساحلية. وتُبرز هجمات الحوثيين في البحر الأحمر الوضع الصعب الذي تواجهه البحرية الأمريكية. فبعد أن فقدت مكانتها كأكبر قوة بحرية في العالم – بعد أن تخلت عن هذه المكانة للصين – تبحث البحرية عن أساليب جديدة للتعامل مع الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن. وقد أثبتت حاملات الطائرات والسفن الحربية القديمة، المجهزة بطائرات مأهولة باهظة الثمن ومتطورة وأنظمة صواريخ، أنها غير مُلائمة تمامًا لهذا العصر الجديد من الحروب. ويُعدّ تطوير هذه الأسلحة لمواجهة هذه الأسلحة عملية قد تستغرق سنوات من البحرية والكونغرس لتطويرها وتحسينها.”

ويضيف “الدرس الثاني هو أن البحرية مُرهَقةٌ للغاية. فقد اضطرت إلى إبقاء ما يصل إلى مجموعتين من حاملات الطائرات مُرابطتين في منطقة البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين على السفن الحربية والتجارية. ورغم هذه القوى الجبارة، لا يزال البحر الأحمر مُغلقًا تمامًا. في غضون ذلك، لا تزال التحديات المُتنافسة في أجزاء أخرى من العالم تستدعي اهتمام البحرية، ولا سيما الصين. يواجه أسطول المحيط الهادئ الأمريكي، الذي يتألف من حوالي 200 سفينة ، أكثر من 400 سفينة حربية تابعة لجيش التحرير الشعبي مباشرةً .”

ويختم الكاتب المقال قائلا :”بينما لم يُصِب الحوثيون سفينة حربية أمريكية أو طائرة مأهولة بعد، فإنهم يواصلون محاولاتهم. إذا لم يُفلح السلاح الجوي وحده في القضاء على التهديد، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى دراسة المزيد من التصعيد، بما في ذلك احتمال فرض حجر بحري وغارات برية. لقد وضع الحوثيون الولايات المتحدة في مأزق استراتيجي، ولم يتركوا لها خيارات جيدة. لا يمكن لمصداقية واشنطن أن تستمر في تحمل تعادل طويل الأمد ومُجمد. هذا صراع يجب على الولايات المتحدة حلّها، وإلا ستدفع ثمنه الاستراتيجي. قد يأتي الوقت الذي لن يكون فيه أمام واشنطن خيار آخر سوى التصعيد أكثر، أو مواجهة نكسة أخرى شبيهة بانتكاسة أفغانستان، هذه المرة على يد الحوثيين.”

https://nationalinterest.org/feature/how-the-houthis-outsmarted-washington