رغم ذلك تمكنت المقاومة الإسلامية اللبنانية منذ يومين من إرسال أسراب من الطائرات الانقضاضية وصلت إلى عكا ونهاريا، وقصفت أهدافاً عسكرية منها قيادة غولاني. والمفارقة أن صاروخاً اعتراضياً إسرائيلياً ضل طريقه في هذا اليوم، وسقط على الطريق السريع في نهاريا، وأدى إلى سقوط ١٢ جريحاً إسرائيلياً، وهذا ما يثبت فرضية أن المجزرة في مجدل شمس في الجولان المحتل تسبب بها صاروخ اعتراضي إسرائيلي ضل طريقه. كما تمكنت المقاومة البارحة من إرسال أسراب من المسيرات الانقضاضية وصلت إلى عمق ٤٠ كلم وأصابت أهدافها بدقة، حيث ذكر الإعلام الإسرائيلي أن هناك تكتماً أمنياً على الأضرار، وأنه الهجوم الأكبر بالمسيرات الذي تعرضت له إسرائيل منذ بدء الحرب حتى اليوم .
هنا نرى أنه بالإضافة إلى الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بهذا الكيان، هناك رسالة خطيرة من المقاومة لإسرائيل مفادها أنه رغم استعداداتكم لتلقي الرد على ما قمتم به اتجاهنا واتجاه إيران، ورغم أنكم في أقصى درجات الاستنفار منعاً لخرق أجوائكم ، فإننا نستطيع أن نرسل أسراباً من المسيرات دون أن تتمكنوا من التصدي لها .
يبقى أن نقول أنه رغم الحملات الإعلامية التي تشكك بحتمية الرد – إنْ من قبل إيران وإنْ من قبل المقاومة – نؤكد لكم أن الرد آتٍ لا محالة، رغم الضغوط والاتصالات الغربية والعربية، ترغيباً وترهيباً .
إسرائيل وبعد إعلان قطر ومصر وأميركا أنه حان الوقت لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات، أجابت على الفور بمجزرة حي الدرج في غزة، التي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد طحنت عظامهم. هذا ما يثبت أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، بل يسعى لتوسعتها لتصبح شاملة في كل المنطقة، لجر أميركا للانخراط فيها، ولتصبح حرباً مباشرة بينها وبين إيران.
مجازر يومية في غزة والمجتمع الدولي يتفرج، ولا أحد يستطيع الضغط على هذا الكيان لوقف مجازره التي تخطت كل الحدود. مجتمع دولي صامت وأميركا لا زالت تتحدث عن حق الدفاع عن النفس.
هذا العالم أصبحت تحكمه شريعة الغاب، ولا حلّ إلا بامتلاك القوة واستعمالها في وجه هؤلاء المجرمين .
أخيراً يجب التوضيح أنه حصل سوء فهم لكلمة سماحة السيد حسن نصرالله عن إعفاء سوريا وإيران من الانخراط في الحرب. المقصود من هذا الكلام هو أنه في هذه المرحلة – مرحلة حرب الإشغال والاستنزاف التي تخوضها المقاومة نصرة لغزة – لا حاجة لانخراط سوريا وإيران فيها. أما إذا قررت إسرائيل جرّ المنطقة إلى حرب شاملة، فسيكون محور المقاومة – من إيران إلى سوريا فالعراق فاليمن فلبنان – منخرطاً في هذه الحرب … وكلٌّ من موقعه .
العميد منير شحادة – لبنان