أطلت نائبة المبعوث الأمريكي، ملكة جمال المراهقات والحمضيات وزهر الليمون مورغان أورتاغوس، من القصر الجمهوري في بعبدا، لتعلن عن تهنئتها وشكرها لإسرائيل على هزيمة حزب الله، وتضع خطوطاً حمراء للبنان، رافضةً بشكل قاطع مشاركة الحزب في الحكومة.

كان هوكشتاين ضابطًا سابقاً في الجيش الإسرائيلي، لكنه عندما كان يزور بيروت، كان يجول في شوارعها، ويتقصد توزيع ابتساماته العريضة، محاولاً إظهار تعاطفه ومحبته للشعب اللبناني.

أما مورغان التي اعتنقت اليهودية منذ عدة سنوات، عند عودتها إلى بلادها بعد إنهاء مهمتها في العراق والمملكة العربية السعودية، فكشفت دون مواربة عن حبها لإسرائيل، ولم تشأ مجاملة اللبنانيين.

لاقت تصريحات مورغان ارتياحاً إسرئيلياً، وكذلك لدى بعض اللبنانيين المعادين لحزب الله، لكن فرحة مورغان لم تكتمل، فقد سمعت في عين التينة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كلاماً جعلها تبدو مرتبكة، فهو قال لها أن حبيبتها إسرائيل شرُّ مُطلق، وأن بقاء احتلالها للبنان سيتطلب مقاومة الاحتلال، والأسوأ من ذلك، أن مورغان كانت مجبرة على الصمت ولم ترد.

ثم وقبل أن تغادر مورغان بيروت إلى إسرائيل، كان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، يوقعان مرسوم تشكيل حكومة جديدة، تضم وزيرين لحزب الله.

وبعكس ما يعتقد البعض من الذين انتقدوا مورغان على تصريحاتها غير اللائقة، ولا المعهودة دبلوماسيًا، ولاموا تدخلها في الشأن اللبناني الداخلي، فإن مورغان كانت واضحة، ومثل رئيسها دونالد ترامب تماماً، ودون قفازات، ابلغت من يعنيهم الأمر، أنها تقف إلى جانب إسرائيل بشكل كامل، وهذا يجعل الأمور أكثر وضوحاً وسهولةً، فالتعامل مع أشخاص صريحين، أفضل بكثير من التعامل مع مُرائين.

لم يكتمل عيد الشكر الأمريكي لمورغان في لبنان، فالرد اللبناني نغّص عليها فرحتها، لكنها نجحت في أمرين؛ الاول هو كسب رضى إسرائيل المطلق، والثاني تسعير الخلاف والشقاق في لبنان، بين مؤيد للمقاومة وحزب الله، والرافضين لها.

ويبقى السؤال، ماذا لو كان المشهد معكوساً، وكان المبعوث ليس أمريكياً، فكيف كان سيرد من أيّد تصريحات مورغان اليوم؟؟؟!!! وهل يعي البعض، خطر الانقسام اللبناني على مستقبل لبنان؟؟؟

الجنرال اكرم كمال سريوي