قال القائد الأممي سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله في إحدى خطاباته خلال الطوفان ، إننا أمام مشروعين مشروع مقاوم  قائم على فلسطين من البحر إلى النهر و مشروع صهيوأمريكي قائم على “إسرائيل من البحر للنهر” و بين المشروعين سيذوب أصحاب ما يسمى بالمشاريع الوسطية أو ما يطلق عليها المشاريع الموضوعية .

ماذا تبقى من حل الدولتين؟ ، بالنسبة للكيان الصهيوني منذ أن طُرِح هذا المشروع لم يعطِ الفلسطيني متراً واحداً من الأراضي المحتلة ،  و كل ما يصدر عنه مؤخراً _ خاصة بعدما كشف طوفان الأقصى وجهه الحقيقي للعالم _ من تصريحات تقول بوضوح إنه ينكر حل الدولتين.
بالنسبة للمقاومة هناك دولة واحدة اسمها فلسطين التي هي جزء أصيل من الوطن العربي ، و ليذهب حلُّ الدولتين إلى الجحيم .

نجد أن  الكثير من الأنظمة العربية و غيرها من الدول الأوروبية تيقّنت  ضرورة المضيِّ قدماً تجاه حلِّ الدولتين ، لماذا ، و لماذا الآن ؟ بسبب إدراكهم أن المقاومة باتت تشكل خطراً  وجودياً على الكيان الصهيوني، و إذا زالَ الكيان ستزول معه العديد من الأنظمة التابعة .

لكن هل قضية فلسطين هي عبارة عن نزاع على بقعة جغرافية ؟
و هل القضية الفلسطينية هي عبارة عن تحسين ظروف معيشية للفلسطيني؟ بالتأكيد لا

على أيِّ حال أثبتت التجارب السابقة في العالم أنه لم يتحرر مترٌ محتلٌّ من أرض ما دون مقاومة ، و أثبتت التجارب الماضية في فلسطين خاصة أنَّه  لم يتمَّ إعطاءُ مترٍ واحدٍ للفلسطيني عبر التفاوض ، ولا حتى بالقرارات الدولية .

ماذا  يمكن أن يصدر  عن مجلس الأمن أو غيره من قراراتٍ لتطبيق حل الدولتين أكثر مما صدر ، و هل طُبِّق قرارٌ واحدٌ من هذه القرارات الدولية التي أتت بما يسمى مصلحة الفلسطيني؟ ( لا يوجد  مصلحة للفلسطيني غير كامل أرضه)

الشروط التي ستجبر الصهيوني على القبول بحل الدولتين هي نفس الظروف التي ستعيد فلسطين من بحرها إلى نهرها ، حيث وفق ما تقدم أن الخيار الوحيد لذلك هو الكفاح المسلح و المقاومة ، و المقاومة القادرة على إعادة متر ، قادرة على إعادة وطن ، و أما التفاوض الغير قادر على إعادة متر واحد ، لن يعيد شبه وطن !

الضفة الغربية فيها مليون مستوطن و فيها العديد من المنشآت العسكرية و غير العسكرية الصهيونية ، كرمى لأي مفاوضٍ سينسحب الاحتلال منها ؟

هذا الكيان لا يفهم غير لغة القوة …
فلسطين من البحر إلى النهر و لتذهب كل الاتفاقيات الخيانية للجحيم .
إذا كانت الشرعية الدولية لا تقرُّ أن حيفا و يافا و صفد و طبريا و غيرها من الأراضي المحتلة ملكاً للفلسطيني و تحت العلم الفلسطيني ، فلتذهب الشرعية الدولية أيضاً للجحيم …هذا رأي الكاتب الشخصي و لن يعتذر الكاتب ممن أزعجهم معاملة الشرعية الدولية بهذه الطريقة…

ثم هل بقي شرعية دولية و نحن نعيش حرب الإبادة و آلة القتل الصهيونية لا يستطيع أحد إيقافها؟

الشعب الفلسطيني سيصمد و سيقاوم و لن يفرط لأن هذه الأرض أرضه …
المعركة ستطول و الصهيوني غير مستعد لتقديم التضحية التي يقدمها الفلسطيني و ذلك ببساطة لأنها ليست أرضه.

و أختم بقول الرفيق الشهيد القائد  وديع حداد “أنا بلدي اسمه صفد، لا أقبل إن عرضت علينا كل فلسطين باستثناء صفد، وأرفضها إذا عرضت مع صفد واستُثنيَ منها بيتي، وأرفضها إذا عرضت مع صفد وبيتي واستُثنيَ منها شبرٌ واحد، هذه هي مواقفنا وهذا هو مشروعنا للتحرير”
أبو الأمير -القدس