- السياسة واحدة في الولايات المتحدة لا تتبدّل و لا تتغيّر بمجيء شخص و ذهاب شخص آخر، و القائمين على هذه السياسة يعرفون كيف يوجهون سياستهم و ضمن أي إطار، بالطريقة التي تحفظ أمَّتهم من الانقسام و التشرذم، حتى إذا كان يوجد خلل في مكان معيّن، شهدنا كيف يعالجونه بأكثر من محطة، بالطريقة التي لا تعطي ذرائع لأي أحد بالتأثير على جبهتهم الداخلية، و بات من الصعب جدًّا و ربما سيأخذ سنوات طويلة حتى تستطيع الدول المعادية للولايات المتحدة أن تؤثر على جبهتها الداخلية ..
- الحقيقة الوهمية تُقال و قبل فوز ترامب بساعات قلتُ في منشور قصير ما يلي: «وعدهم بحمّام الدَّم، و التوجه الآن على ما يبدو لتفادي الكارثة والفوضى .. ترامب يتقدم على هاريس » و كان قصد الولايات المتحدة غير المباشَر من هذه الحركة أن تُظهِر للعالَم و تقول لهم انظروا كيف دولتنا هي دولة مؤسسات و دستور، في حين أنّ الحقيقة الواقعية غير ذلك، و هم يدركون أننا ندرك ماذا صنعت بهم مكونات محور المقاومة و دول أخرى، و كيف أنهم لم يستطيعوا اخفاء مستوى تراجعهم في منطقتنا و الهزائم المتتالية التي تصيبهم، اضافة الى ما أصاب كيـ!نهم المسِخ خلال عام و نيّف من الطوفـ!ن المستمّر حتى يومنا هذا ..
- سياسة الجمهوريين تختلف عن سياسة الديمقراطيين قطعًا، لكن ليس الاختلاف الذي تحاول بروباغاندا الاعلام و بعض ببغاوات التحليل السياسي اظهاره و كأن ترامب حمامة سلام، الى الحد الذي جعل شرائح كبيرة من مجتمعنا مع الاسف تتخيل بأن ترامب بمسحة يده تنتهي الحـ.ـروب، ألم يحِن الوقت لنتعلّم من الدروس السابقة التي عصفت بأمتنا ..
- الاختلاف بين سياسة ترامب و بايدن هو ليس اختلاف بالحقيقة، انما تبدُّل مصالح و انتقال استراتيجيات، ضمن اطار الهدف ذاته، فليس عجيبًا أن يلجأ ترامب لحل النزاعات المتعددة في العالم، بعد ثبات أنّ استراتيجية ادارة الازمات و الحـ.ـروب المتعددة مكلفة و مهلكة على الميزانية الاميركية، كيف لا و ترامب سياسته اقتصادية تعتمد على عالم المال و الصفقات، حتى لو رفض نتنيـ!هو ذلك، فهو مستعد للتخلص منه، لتحقيق الهدف من مجيئه بعد سلسلة هذه الاحداث الكبرى ..
- مختصَر القول أنّ ترامب عاد ليُكمِل ما بدأ به، و أن المرحلة التي سبقت عودته، كانت تحضيرًا لما يُعَدّ لاحقًا، و تبدّل الأولويات قد يفرض تسويات و تنازلات كبرى ربما لكل الاطراف، و السؤال الذي يطرح نفسه اليوم للسنوات القادمة: ماذا حضَّروا للصين؟؟ و متى تبدأ الاشتباكات الاميركية / الصينية المباشَرة؟؟ و ما انعكاس ذلك على تسوية في الاقليم ستعود ناقصة؟؟
محمود وسوف ..