مخاطر كبيرة تحيق بحلف تل أبيب ورُعاتِه وحلفائه.. ماذا فعل طوفان الأقصى حتى الآن؟!
بعد ملحمة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر من العام الماضي، حققت فلسطين تطورات مهمة على الساحة الدولية والإقليمية.
فيما يلي بعض من هذه الإنجازات:
- زيادة الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية: شهدت القضية الفلسطينية تصاعدًا ملحوظًا في التغطية الإعلامية الدولية. سلطت وسائل الإعلام العالمية مثل بي بي سي وسي إن إن والجزيرة الضوء على التوترات المتصاعدة والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وإن كانت هذه الوسائل تحمل نهجاً ناطقا باسم الأعداء إلا أنها اضطرت مرغمة أن تنقل الحدث!
كذلك.. أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن “قلقه البالغ” ودعا إلى “وقف فوري للأعمال العدائية”. كما أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيانًا يدين التصعيد ويدعو المجتمع الدولي إلى التدخل.
- منع تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل: وهذه واحدةٌ موجعة أطاحت بالضربة القاضية بحلمُ الكيان وداعميه بإقامة ناتو “عربي” كُرمى لعيون “تل أبيب”. فكيف ذلك؟
لقد أثرت الأحداث على مسار التطبيع بين بعض الدول العربية و”إسرائيل”. فأعلنت السودان تعليق خطوات التطبيع، مستجيبة للضغوط الشعبية والبرلمانية. وصرح وزير الخارجية السوداني بأن “السلام العادل والشامل يجب أن يسبق أي خطوات تطبيع”. كما أكدت الجزائر وتونس موقفهما الثابت برفض التطبيع، معبرين عن تضامنهما الكامل مع القضية الفلسطينية… وغير ذلك. - عزل “إسرائيل” دوليًا: واجه الكيان الغاصب موجة من الانتقادات الدولية بسبب سياساته في الأراضي الفلسطينية. أدانت دول مثل تركيا وماليزيا وجنوب أفريقيا “الاستخدام المفرط للقوة” ودعت إلى احترام حقوق الإنسان. قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: “نرفض بشدة الإجراءات الإسرائيلية التي تزيد من حدة التوتر”؛ وعلى الرغم من أن تركيا تمد الكيان عبر أسطول بحري بكل ما يلزمه لإبادة الشعب الفلسطيني إلا أن النظام التركي لم يعد يجرؤ على إعلان ذلك خوفا من الضغط الشعبي الداخلي المؤيد بشدة للمقاومة وتحايلاً على العالم الديبلوماسي.. ووحده التحايل من أجل عدم الارتباط بالكيان أمام عيون العالم هو مذلة للكيان وداعميه وعُزلة تشي بتطورات أكبر.
كما دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات المزعومة. - تحركات دبلوماسية لحل الصراع: كثفت الدول العربية والإسلامية جهودها الدبلوماسية لدعم فلسطين. عقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا، دعت فيه إلى “توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”. قام وزير الخارجية المصري بجولات مكوكية بين الأطراف المعنية، مؤكدًا على “ضرورة التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات”. كما استضافت قطر حوارات بين الفصائل الفلسطينية لتعزيز الوحدة.
وهنا وبعيدا عن تقييم هذا الحراك الذي لا يرقى إلى مستوى التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون ولا إلى مستوى الوقوف في وجه جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان ضد الشعب في فلسطين.. ولكن نظرة متأملة للحال العربي الرسمي قبيل السابع من أكتوبر كانت لتقول لنا لولا هذا الطوفان وانتصار سورية الذي شكل الجسر الأساسي للعبور إلى مرحلة الملحمة التشرينية العظيمة لكان رئيس وزراء الكيان يجلس إلى كرسي في الجامعة!
- تعزيز الوحدة بين الفصائل الفلسطينية: أدت التحديات المشتركة إلى تقارب أكبر بين الفصائل الفلسطينية. أعلنت حركتا فتح وحماس عن اتفاق مبدئي لتوحيد الصفوف. صرح مسؤول في فتح بأن “الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات”. كما أكد رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، على أهمية “العمل المشترك لتحقيق الأهداف الوطنية”.
- زيادة التضامن الشعبي عالميًا: شهدت العديد من المدن العالمية تظاهرات حاشدة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني. في لندن وباريس ونيويورك، خرج الآلاف مطالبين بإنهاء الاحتلال واحترام حقوق الإنسان. أطلقت منظمات مجتمع مدني حملات توعية وجمع تبرعات لدعم الفلسطينيين. قالت منظمة العفو الدولية في بيان: “التضامن العالمي يعكس الرفض الشعبي للانتهاكات المستمرة”.
- اهتمام منظمات حقوق الإنسان بالانتهاكات: أصدرت منظمات مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية تقارير تفصيلية حول الأوضاع في الأراضي المحتلة. دعت هذه المنظمات إلى وقف “الاعتقالات التعسفية” و”هدم المنازل” و”استخدام القوة المفرطة”. قدمت هذه التقارير إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة للنظر فيها واتخاذ الإجراءات المناسبة.
- زيادة المساعدات الإنسانية:
استجابة للأوضاع الإنسانية المتدهورة، قدمت دول ومنظمات دولية مساعدات عاجلة. أعلنت قطر عن تقديم 50 مليون دولار لدعم قطاع غزة. كما قامت الأونروا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، بتكثيف جهودها لتوفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. صرح مفوض الأونروا بأن “المساعدات ضرورية لتخفيف معاناة السكان”.
- تحركات في الأمم المتحدة: تقدمت فلسطين بمشاريع قرارات إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن. على الرغم من استخدام حق النقض من قبل بعض الدول، إلا أن النقاشات أكدت على أهمية حل الدولتين وضرورة إنهاء الاحتلال. دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى “استئناف المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية”. كما أكدت مجموعة عدم الانحياز دعمها الكامل للحقوق الفلسطينية.
- نقاشات حول مستقبل فلسطين: أثارت الأحداث نقاشات دولية حول الحلول الممكنة للصراع. اقترح بعض المحللين تبني نموذج “الدولة الواحدة” بحقوق متساوية للجميع، بينما أكد آخرون على ضرورة “حل الدولتين” كأساس “للسلام”.!
نظمت مراكز أبحاث ومنتديات دولية مؤتمرات لمناقشة هذه المقترحات، بمشاركة خبراء وسياسيين من مختلف الدول.
ما يهمنا كن هذا المشهد كلّه هو أن فلسطين هي الشغل الشاغل لكل العالم اليوم بين مؤيد لها ومتواطئ مع عدوّها.. ووحده مسار الميدان الذي يقوده أصحاب الأرض بكل إيمان هو الذي يقرر مستقبل فلسطين التي لن تكون سوى عربية من بحرها إلى نهرها!
هذه التطورات تعكس تأثير عملية “طوفان الأقصى” على الساحة الدولية، وتعزز من مكانة القضية الفلسطينية في الأجندة العالمية. من خلال الدعم الدولي والتضامن الشعبي، تزداد الفرص لتحقيق تقدم نحو حل عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا للشرعية الدولية.
ويقتضي التنويه.. أن فلسطين ستكون الميزان
فالشرعية الدولية من خلال فلسطين لابدّ ستنتقل مع الانزياحات السياسية والعالمية إلى المساحة التي تعبر فيها عن مضمون الشرعية كما يجب أن يكون!
رئيس التحرير
فاطمة جيرودية-دمشق