قرأنا في قصص القرآن الكريم بأن فرعون عصى ربه فأرسل الله إليه رسولاً من أولو العزم ليشق بعصاه البحر بضربة بإسم ربه ليغرق فرعون وينهي زمن ظلمه وطغيانه، واليوم شهدنا كياناً عصى أتباعه ربهم ورب موسى الذين زعموا أنهم من بقيته فأرسل الله إليهم عبدا صالحا ناصراً لدينه ولربه و وطنه ليشق بعصاه بإسم ربه سياج أمنهم ويهز هيبتهم المزيفة ويكسر صورة صنمهم فأغرقهم في غزة، فما أشبه اليوم بالأمس، وكم من آية تكررت على أيدي من نحسبهم من الصالحين من عباد رب العالمين، لتأتِ وكأنها تحذير لأعداء الله والإنسانية شذاذ الآفاق بمصير أشبه بمصير فرعون وجيشه إذا لم يرجعوا عن ظلمهم وطغيانهم.

لم يتعض الكيان وزاد ظلماً وتجبر وجعل من الموت صنعة يصنعها بآلته العسكرية الأمريكية، فقتل الأطفال الرضع والنساء والشيوخ، وزاد فساداً فقتل الإنسان والحيوان والنبات، وأسرف في سفك الدماء منافسا فرعون وكل مجرمي الأرض.

واليوم يخرج مفاخرا بإغتيال القائد الفلسطيني أبو إبراهيم السيد المقاوم المشتبك يحى السنوار، ونشر مقطع يزعم بأنه للسنوار، كان ملوحاً بعصاه بإشارة أشبه بمشهد موسى أمام سحرة فرعون، ليرتقي معلناً بأن تحذير الرب نفذ وأن الآتي أعظم وأن طريق الشفاعة قد سُد وأن الكيان قاب قوسين بل أدنى من الزوال.

عاش القائد يحيى السنوار حراً وارتقى شهيداً حياً، وعزاؤنا أن فلسطين وثراها أحق بأن نقدم لها أغلى ما نملك مسبشرين فرحين بما آتانى الله من عزة ورفعة وشرف بالنصر في الدنيا وشرف بالنصر بالشهادة.

ولأن الشهيد أولى بأن يرثيه شهيد، استحضرتني أبيات الشاعر الشهيد الفلسطيني عبد الرحيم محمود حوالي حين قال:

سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق
وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن
مخوف الجناب حرام الحمى

صلاح الدين حلس