العسكرية والاستراتيجية .
حتى اللحظة تعتمد الخطة العسكرية الإسرائيلية على العوامل التالية :
- استكمال الصدمة والترويع عبر قصف أهداف في العمق اللبناني لتحقيق هدفين:
١ – الضغط على المستويين السياسي والشعبي في لبنان، لتحقيق الانهيار في البعد الشعبي وتقديم تنازلات في البعد السياسي الرسمي، بالتوازي مع تحركات للقوى السياسية اللبنانية المناوئة للمقاومة، بهدف استغلال الوضعية وفرض تغيير في التركيبة السياسية اللبنانية، وهو ما يمكن تصنيفه بأنه استعجال أميركي – إسرائيلي يتماهى مع استعجال القوى المناوئة للمقاومة، ربطاً بتقديرات خاطئة لدى كل هذا الفريق يعتبر أن المقاومة انتهت. وهو يبني في الشكل على الضربات التي تم توجيهها للمقاومة، متجاهلاً الحيوية والكفاءة التي تبدو على مسار عمليات المقاومة، والتأكيد الذي ورد على لسان الشيخ نعيم قاسم ومن ثم بيان غرفة عمليات المقاومة، واليوم على لسان مسؤول العلاقات الإعلامية الحاج محمد عفيف .
٢ – في الجانب العسكري نشهد سقوطاً للاستراتيجيا الإسرائيلية التي بنت الردع على مسألتين :
أ – الردع بالمنع أي الاعتماد على أنظمة الدفاع الجوي لإسقاط صواريخ ومسيرات المقاومة، وهو ما لم ينجح بشكل كامل حيث تصل الصواريخ والمسيرات إلى حيفا، والليلة إلى يافا ( تل أبيب الكبرى ) حيث وصلت مسيرة وانفجرت في هرتسليا، علماً أن وتيرة الإطلاق لا تزال منخفضة .
ب – الردع بالقصف عبر استهداف أغلب مناطق لبنان مستثنياً بعض المناطق، لتحقيق شرخ داخلي وهو ما لم يحصل وأعتقد أنه لن يحصل . - الضغط على الحد الأمامي لتحقيق خرق ميداني لم ينجح حتى اللحظة، لعدم قدرة العدو وتخوفه من دفع دباباته وناقلات جنده لتحقيق الصدمة والتوغل، وهو إذا ما حدث وأقدم عليه العدو سيكون قد منح المقاومة فرصة ذهبية لتدمير الدبابات والناقلات بطواقمها، ما سيتحول إلى هزيمة كبرى، وهو ما يتحاشاه العدو ويبقيه في نمط مراكمة الإنجازات التكتيكية لإحداث إنجاز عملياتي في الحد الأدنى، ومن ثم الانتقال إلى توجيه ضربات غير نمطية، ولا أعتقد أن الظروف تساعده على ذلك.