يبدو أن الكيان لم يستطع بلع رد حزب الله في ال ٢٥ من آب الماضي، والذي ضرب العمق الاستخباري للكيان وحدة 8200 وأصابها إصابة قوية أخبرنا عنها التصعيد الهمجي اللاأخلاقي – كما عودنا الكيان – على لبنان، باستهداف أكثر من 2000 إنسان في لحظة واحدة.

وهذا التصعيد كان يتم التجهيز له، وعندما نضج تم خلق مناخ سياسي ضبابي لأخذ الناس لرؤية الضربة كما يريد العدو، وعاث العدو في الأرض فتنة كما فعل عند ضربة مجدل شمس واغتيال القائد فؤاد شكر بعدها. راهنوا على ضرب المناخ الشعبي اللبناني، لكن تبين أن هذا أصعب مما قد كانوا يعتقدون، ليخرج الكل الرسمي اللبناني والكل الشعبي إلا البعض من شرذمة مواقع التواصل الاجتماعي ليقف مع الشعب في هذا الموقف الصعب، والذي لاقى أيضاً دعماً ومؤازرة من كل أطراف المقاومة في كل الجبهات، ومن الأطراف الدبلوماسية والسياسية.

 لذلك فعلى الكيان الغاصب الذي يولغ في دماء أبناء شعبنا وإخوتنا في غزة، أن لا يعتقد أنه سيقدر على إيقاف جبهة الإسناد إلا بوقف الحرب على غزة، وأن يعلم أن التصعيد على لبنان واستباحة دم مواطنيه لن يأتي علي العدو بتفوق استراتيجي (على جبهة لبنان على أقل تقدير) بل سيأتي عليهم برد مفروغ من أمره (ضمن نطاق أخلاق المقاومة وليس كما يفعل العدو)، وهو ما كنا نقوله بعد تصعيد الاغتيالات وضرب العواصم العربية والإسلامية، أن الحرب يحددها الرد، والرد على الرد. وبما أن الحرب ما زالت مستمرة فالأيام والليالي والميدان بيننا، وسيأتي الرد من حيث تحتسبون ومن حيث لا تحتسبون.

أحمد كمال الدين – فلسطين